كشفت مصادر سعودية خاصة أن المملكة ستعود إلى سياسة الحزم السابقة تجاه المنابر الدينية والإعلامية التي يسيطر على أغلبها موالون للإخوان المسلمين، ويتخذونها بوابة لتصفية الحساب مع خصوم الجماعة وخاصة في مصر، وذلك طبقاً لما أوردته صحيفة "العرب" اللندية.
وأشارت المصادر إلى أن مقرّبين من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز استاءوا من أسلوب الجماعة في استغلال تسامح القيادة الجديدة، وعودتها إلى احتكار المنابر والترويج لأفكار ومواقف تتناقض مع سياسات المملكة.
ومنذ تسلم الملك سلمان مقاليد السلطة بادر الإعلام الإخواني إلى الحديث عن أن العاهل السعودي يدعم التقارب مع الإخوان، وأنه يعارض تعاطي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع ملفّهم، لكن لم تصدر أيّ مؤشرات من المملكة في هذا الاتجاه.
وما تزال المملكة تصنف الإخوان جماعة إرهابية، ولو كان ثمّة نية للمصالحة والانفتاح عليهم لبادرت السلطات إلى رفع اسم الجماعة من القائمة السوداء.
ونشط النقاش حول الإخوان وموضوع المصالحة معهم في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وسط إجماع شبه كليّ على أن التقارب مع الجماعة غير ممكن، لاعتبارات منها أن الجماعة مثّلت دائما الحاضنة الفكرية والدعوية للجماعات المتشددة التي تعاني المملكة منها الآن.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري في مقال نشره موقع سي إن إن “مخطئ من يعتقد أن للإخوان عودة حقيقية إلى دائرة الثقة السياسية السعودية”، مؤكدا أن “قلب المملكة كبير ولكن رحمتها لا تعني نسيان المتسببين بالتهديدات الوجودية لكيانها في أيّ حال من الأحوال”.
وعلق الإعلامي السعودي خالد المجرشي على شائعات مصالحة المملكة مع جماعة الإخوان قائلًا إن السعودية “لا تتحالف مع إبليس ومع قوى الشر أياً كان المبرر”.
وراهن الإخوان على تقارب القيادة السعودية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وروّجوا لتحالف تركي سعودي يكونون طرفا فيه على حساب مصر.
لكن أردوغان الذي زار السعودية واستقبله الملك سلمان اختار أن يكون في صف إيران التي زارها وأطلق من على أرضها تصريحات داعمة لموقفها من اليمن في تناقض تام مع ما صرّح به خلال زيارته للرياض.