في عموده "عبدالرحمن الراشد" المعنون بـ- للذين بشروا بالتغيير.. بتاريخ 16-8-2015م المنشور في جريدة الشرق الاوسط اللندنية يحاول أن يبرر مايقرأه الناس أو يسمعوه أو ربما يلمسون حدوثه من متغيرات في المنطقة بعد الإتفاق النووي الأيراني مع الدول 5 1 ويوعز حدوثها ليس نتيجة لهذا الاتفاق ولا يربط حدوثها مطلقاً به ,بل ان مايجري مجرد تحركات دبلوماسية تتراوح بين طرح مبادرات أو تقديم وجهات نظر ولا تتعداها إلى الفعل, بل يذهب إلى حد تشويه المواقف ويوصفها على غير حقيقتها للتشويش على الرأي العام وليوحي للناس وكأنه يدافع عن خط سياسي هو ملتزم له أوتجميله في نظر الناس, على الرغم من أنه بأفعاله هذه يسيء للسياسة الخارجيه السعودية الجديدة التي بدأ العرب والمسلمون يستبشرون خيراً بها ويرون في نهوضها القوي عودة إعتبار وفرض هيبة للمواقف العربية والإسلامية وللدفاع عن مصالح وأمن شعوبها كما يفعل الغرب بكل وقاحة عندما تمس الأمور مصالحه وأمنه ويرتكب الموبقات تحت ذريعة حماية الأمن القومي.
الراشد هنا يسمي الأشياء بغير تسمياتها ويصف الشرعي بغير الشرعي ويدافع عن الباطل ويهزأ من الحق, فهو يقول في مقال سابق له بأن دفاع شعب الجنوب العربي عن أرضه وعرضه ضد قوات المخلوع علي عبدالله صالح وحلفائه الحوثيين ومطالبته بإستعادة دولته يعتبر عملاً غير شرعي بينما يصف الإحتلال اليمني وعصاباته الغازية بالشرعي ويدعو دول المنطقة إلى دعم إستمراره.
ويصف حكومة غزة المقاومة للإحتلال الصهيوني بالحكومة المقاله بينما يصف حكومة محمود عباس ابو مازن التي تقيم العلاقات اليوميه مع الكيان الصهيوني بالحكومة الشرعية ,ويسخر من خبر وصول مشعل الى السعودية وانه لا يشجع على الإرتباط او تحسين العلاقة مع تنظيم نضالي ومقاوم للإحتلال الصهيوني ويتضامن العالم أجمع معه هو حماس, بل يعتبره تنظيم مكروه ويصب في خانة دعم التطرف والإرهاب في المنطقة, ويجرده من شرعيته الشعبية التي أوصلته للحكم , وأن ايران تتمنى ان تحل السعودية محلها في دعم حماس لتتبوء مقعد أيران في محور الشر وتغادر إلى مربع الإعتدال كما يصفه الراشد.
ويصف الحكومة السورية العضو في الامم المتحدة والجامعة العربية بحكومة الإرهاب بينما يصف المنظمات الإرهابية التي يمولها الغرب وامريكا واسرائيل وتدربها تركيا والاردن بالمنظمات الثورية والشرعية ,
ويوصف استقبال المملوكي رئيس المخابرات السورية في جده بمجرد إحياء للعلاقات والتواصل المقبول بين الخصوم ليس إلا.
.وأن لقاءات وزير الخارجية الأميركي مع وزراء المجموعة الخليجية لا تعني بالضرورة حدوث تبدل في الموقف من سوريا.
وان زيارات وزيري الدفاع والخارجيه السعوديين لروسيا هي مجرد زيارة وفود للسلام على بعضهم وشرب القهوة وان ليس لها تأثير على مايجري من أحداث في المنطقة ولم تتأثر بها.
وانه لايرى من تغيير في المنطقة سوى التوقيع على الإتفاق النووي الأيراني مع الدول 5 1 فقط وان لا تغيير تلاه يذكر, وان كل شيء ثابت في المنطقة وتعيش حالة جمود في أوضاعها وبؤر توترها وحروبها .
هذه هي عقلية عبد الرحمن الراشد ونظرته للأوضاع, فهو يقوض مصداقية حتى حكومة بلاده, ولا يرى إلا ماتراه الدوائر الغربية ولا يفتي بغير ما يُطلب منه ,فهو ضد أي مواقف حرة تتبناها الحكومات الحرة والمستقلة بما فيها بلده المملكة العربية السعودية وهو مع كل شرعية يدعمها الغرب حتى ولو كانت إرهابية ولكن ليس مع أي مطالب تطمح إليها الشعوب حتى وان كانت تمتلك الحق أو الشرعية.
* الدكتور- الخضر محمد ناصر الجعري
بتاريخ 16-8-2015م