الخطوة السعودية الكبيرة التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية باستقبال الرئيس هادي وحكومة اليمن الشرعية ثم دعم المقاومة على الأرض وصولاً للتدخل العسكري المباشر على الأرض مع المقاومة وتحرير عدن فعلياً من عصابات المخلوع والحوثي حوّل المملكة من نمر نفطي يترائئ للعالم أنه منزوع المخالب ويعيش فقط على الحماية الإمريكية إلى نمر حقيقي بمخالب من فولاذ وقوه عسكرية حديثة ومدربة وتتسم بمرونة وديناميكية عاليتين.
تمت السيطرة على عدن أهم مدينة بحرية في شبة الجزيره العربية، هذه المدينة التي كانت منها بريطانيا تتحكم بقواعدها العسكرية ومستعمراتها من مصر إلى الهند وشرق أفريقيا وجزر الملايو وأصبحت بعد الحرب العالمية الثانية عاصمة الجيوش البريطانية في الشرق الأوسط.
لا يمكن للسعوديين السيطرة على عدن وتسليمها لجيش يتبع علي محسن الأحمر ربيب عفاش أو الأخوان المسلمين إلا أذا فقدت عقلها , وأنا أظن أن دولة إقليمية كبرى كالسعودية لم تفقد عقلها بعد وأتمنى أن لا تفقده.
حلفاء السعودية الطبيعيون هم الجنوبيين ولذلك فالمصالح السعودية تحتم عليها ترتيب الأمور في الجنوب بالإتفاق مع أهله وحقهم الأصيل في تقرير مصيرهم. وأن تدعم الشماليين لإقامة حكم عادل ومنصف بين مكونات المجتمع هناك وإزالة عفاش والحوثي من الخارطة تماماً وتحجيم الأخوان المسلمين ومشائخ القبائل والدفع بالقوى المدنية والليبرالية للواجهه. تلك خارطة الطريق المناسبة وأظن السعوديون يفهمونها جيداً مالم فأن كل إنجازاتهم في هذه الحرب ستذهب أدراج الرياح.