قبل اكثر من ١٠ سنوات اطلقت ناقوس الخطر من التقسيمات الادارية التي اصدرها بمكر سياسي خبيث الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد حرب ١٩٩٤ بحجة مسح اثار التشطير بين البلدين
ونشرت المقالة حول التقسيم الاداري في صحيفة الثوري الناطقة باسم الحزب الاشتراكي أشرت فيها الي موضوع فك ارتباط باب المندب من محافظة عدن وضمها الى محافظة تعز واتذكر رد فعل احد قادة الحزب الأشتراكي الذي حكم الجنوب الذي عبر عن دهشته وطلب مني التأكد من المعلومة قبل نشرها وقلت له انها صحيحة وقرأتها في الجريدة الرسمية حين تصفحي لها ضمن مهام عملي كأستاذ جامعي ومحامي
ومن جديد تعرضت لموضوع التقسيم الأداري في سياق مقال كتبته في صحيفة الأيام في ١٣ ديسمبر ٢٠٠٧تحت عنوان ( عدن والجنوب ليست “ فضاءً مفتوحاً” ) لحل بطالة الشباب وهو المشروع الذي اطلقه الرئيس السابق لتوطين الملايين من مواطني المحافظات الشمالية في عدن والجنوب وتوزيع لكل فرد قطعتي ارضي يبيع احداهما للتمويل والثانية لأقامة مشروعه الشخصي وسميت بعض مشاريع التوطين هذه بمشاريع الصالح السكني ٠٠٠الخ
واشير هنا الى بعض الجوانب الأخرى لتشريعات التقسيم الأدارى في عهد الرئيس صالح بعد حرب ١٩٩٤ حين استحدث في الجنوب محافظة الضالع التى كانت مديرية في إطار محافظة لحج ولكي تشكل محافظة كاملة استقطع عددا من المديريات من المحافظات الشمالية لضمها الي محافظة الضالع الجديدة كالاتى من محافظة إب \ مديريتان هما (قعطبة ودمت ) ومن محافظة البيضاء \مديرية واحدة وهي ( جبن ) ٠ومن محافظة تعز مديرية واحدة وهي ( الحشاء) وعلى مستوي محافظة لحج أضيفت إليها من محافظة تعز \ مديريتان وهما ( القبيطة ، والمقاطرة ) .واضيفت لمحافظة شبوة من محافظة البيضاء مديرية واحدة وهي ( مرخة العليا
يجب عدم النظر الي طرح هذا الموضوع الان من زاوية مناطقية كما سيحلو للبعض قوله وإنما ماجعلني اتذكر ذلك تعليق الشيخ حمود المخلافي زعيم المقاومة الشعبية في تعز قوله في حديثه مع العربية الحدث انهم سيحررون باب المندب من قبضة الحوثيين وهو بذلك يؤكد الرابط الاداري بين باب المندب ومحافظة تعز الذي شرعنه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وهذا يعني ان المقاومة الجنوبية فاتها عمل ذلك من قبلها بتحرير باب المندب وترك هذا الامر للمقاومة الشعبية في تعز وهو أمر ستشكر عليه لان الحرب ضد الحوثيين وصالح مشتركة لكن رمزية هذا العمل له ابعاد سياسية كثيرة منها تكريس التقسيم الادارى لنظام صالح ضد الجنوب حتي ان افراد المقاومة الجنوبية لم ينتبهوا الى ذلك
قد يكون صعباً في الظروف السياسية الراهنة علي الرئيس هادي الغاء العديد من جوانب قانون التقسيم الاداري لنظام صالح الذي هو مضر للامن القومي الجنوبي والعربي ان يظل باب المندب تحت سيطرة الحوثيين او في نطاق محافظة تعز في حال حدث ان استطاع الجنوب استعادة دولته واصبح اليمن الشمالي تحت سيطرة الحوثيين وانصار صالح سيعني ذلك خسارة الجنوب احد اهم المواقع الاستراتيجية للملاحة الدولية في العالم وكنت اقول واكررها هنا مرة اخرى كيف حاول جورباتشوف إثناء دول البلطيق الثلاث استونيا ولاتفيا ولتوانيا من الحصول علي استقلالهم بقوله انه مستعد اعطائهم الاستقلال شريطة اعتبار حدود التقسيمات الادارية في عهد الاتحاد السوفيتي هي حدودهم الدولية وليس بالحدود الدولية التي ضمهم حينها جوزيف ستالين الي الاتحاد السوفيتي
الخلاصة
———
يجب إعطاء موضوع إعادة ربط باب المندب بمحافظة عدن اولوية قصوي في إعادة ترتيب الامور عند الرئيس هادي فهو كما ذكرت مسألة أمن قومي للجنوب ولقوي التحالف العربي والامن القومي العربي بصفة عامة قبل حدوث تغييرات في المشهد السياسي اليمني والاقليمي شرعية الرئيس هادي وهو في السلطة حاليا يمكنه العمل علي تحقيق ذلك قبل ان يطرح هذا الموضوع في اطار ترتيبات اخري
بريطانيا في ٢١ يوليو٢٠١٥