بدأ حمزه الحوثي مؤتمره الصحفي بهجوم على العدوان السعودي كما أسماه، لكن في تلك اللحظة هل تبادر إلى ذهنه صورة مخيم لاجئي عدن في بلدة أبخ الجيبوتية الذي يضم الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ هذه البلدة التي تعتبر الوجه الآخر للجحيم على الأرض. هل تبادر إلى ذهنه أيضاً نزوح أكثر من مئتي الف عدني إلى حضرموت ومثلهم إلى البلدات المجاورة لعدن.
بالتأكيد القتلة لا يشعرون بالذنب تجاه الفضاعات التي يرتكبونها ومايهم (حمزه) وقف (العدون السعودي) لكن عدوانهم الذي أحدث كل هذه الفضاعات لا يعدوا في نظره أن يكون حرب ضد القاعده والدواعش الذين هم الآخر بما في هذا الآخر مليون نسمة وهم سكان عدن
. الأولاد المصطفين من العناية الألهية ليسوا أنقياء تماماً فأجسادهم لا تقل تلوثاً عن أرواحهم التي جلبت الأوبئة لعدن، المدينة التي لم تعرف وباء طوال تاريخها، اليوم يئن الآلاف من حمى الضنك والملاريا وبدأت أعراض للطاعون والكوليرا في الظهور.
تعيش عدن مأساه أنسانية حقيقية فالذي لم يحصدهم الرصاص حصدتهم الأوبئة والتشرد.
كذلك الجنوب من مشارف الضالع ودلتا تبن وأبين والمنطقة الوسطى إلى شبوه لا يوجد بيت بلا شهيد أو جريح أو مضار في سكنه أو عمله أو حياته .
حرب الحوثي والمخلوع جاءت لتؤكد أن لا حل أبداً غير الخلاص وعودة الجنوب بلداً حراً مستقلاً. كانت أحذية ذكرى العراسي وعلي فرج العولقي على رؤوس الحوثيين لتؤكد أن الصبر الجنوبي قد نفذ وليس من خيار.
جاء فعل العراسي والعولقي كأنه رد فعل على وجود وفد الحكومة الباهت الذي يفترض به تمثيل ضحاياء العدوان الحوفاشي.
أن ذكرى مثلت الشجاعة في قمتها بينما رياض ياسين وكفاين والميسري خانتهم كل معاني الرجولة ليقولوا لا وينسحبوا بل ظلوا ولازالوا منتظرين جودو الذي لن يأت أبداً.