يجري الحديث حالياً عن أن مباحثات مسقط تدرس خيار إقليمين بين الشمال والجنوب. وأنا كنت من الذين لا يعارضون هذا الخيار من حيث المبدأ لو أقترن بحق تقرير المصير ولكن قبل هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس.
لكن اليوم بعدما كل جرى وفقدنا آلاف الشهداء والجرحى وتحطمت مدننا وهجر معظم سكان مدننا، وضرب شعبنا وجوع. بعدما وصلوا إلى بيوتنا يفجروها لم يعد من مجال لقبول هذا الخيار ومن قبل سيكون شريكاً في الجريمة وهناك محاذير ومخاطر جمة ألخصها في التالي:
- التقسيم إلى إقليمين يعطيه الخصوم في هذه اللحظة لإمتصاص غضب ونقمة الجنوبيين فقط وسيكون بنظر الشماليين خيار أداري فقط ومجرد من كل وسائل المناعة السياسية ذلك أن القانون المنظم لهذا التقسيم سيفصلونه حسب المقاسات التي ترضيهم.
- نظام الإقليمين يعني أننا دولة واحده ولهذا سيبقى هؤلاء الذين قتلوا ولا زالو يقتلون شبابنا وشردوا شعبنا وجوعوه ودمروا مدنه هم الأمن والجيش وسينضم لهم القتلة الحوثيين بعد أن يلبسوا البزه العسكرية. وسنجد أنفسنا أمام هؤلا القتلة بأعتبارهم جيش وأمن الدولة القائمة. كان تعاملهم سيء قبل هذه الحرب فتخيلوا تعاملهم بعدها.
- الشماليون بطبيعة تفكيرهم وثقافتهم يريدون علي ناصر رئيساً للجمهورية ومحمد علي رئيساً للإقليم الجنوبي كما سُرب ويعتقدون أن هذا كافي للجنوبيين لكي يرضوا بالإستمرار في الوحده بخيار الإقليمين وهذا ضار جداً فتحت أسميهما ستفصل القوانين وسيعاد ترتيب كل شي لمصلحتهم وسيكون الجنوب في وضع أسوأ مما كان عليه قبل الحرب.
- سيكون مصير نازحينا ومهجرينا ومدننا التي تحطمت كمصير نازحي صعده فلوبي الفساد سيشفط كل شي وستذهب معظم مبالغ التعمير للشمال أما الجنوب لن يحصل إلا على الفتات الذي سيتسابق عليه الفاسدون الجنوبيون.
- الذين يقولون أقليمين أفضل من لاشي نقول لهم وضع إحتلال ومقاومة أفضل مليون مره من تشريع وجود هؤلاء الغزاة المحتلين في الجنوب بعد أن فقدوا كل شرعية بعد هذه الحرب.
صحيح وضعنا صعب وشعبنا يعاني ولكن لابد من التحمل فمسيرة التحرر والإستقلال تتطلب التضحية والصبر فنحن نواجه احتلال من نوع خاص يرتدي لبوس الوطن الواحد والوحده وغيره.