الهدنة الانسانية وهم ام حقيقة ؟

لست متفائلا كثيرا بإمكان احترام ميليشيات الحوثي وجماعة صالح الهدنة التي أعلنوا عن موافقتهم بقبولها وفق العرض السعودي ودول التحاف العربي وذلك لعدة أسباب

١- الطرفان يوقعان دائما على اتفاقات ثم ينقضونها مباشرة قبل ان يجف الحبر على تواقيعهم

٢- تجربة حرب ١٩٩٤ واتفاقات صالح المتكررة بالموافقة على وقف إطلاق  النار ولساعات قليلة بعد قبوله يقوم بانتهاك الاتفاق وكان حينها يمثل السلطة الشرعية للدولة اليمنية فما بالك وهو الان خارج السلطة ومتحالف مع ميليشيات الحوثي التي لا تمثل الا نفسها

٣- اذا افترضنا احترام الهدنة السؤال المطروح هل سيقتصر الالتزام بالهدنة على الحدود اليمنية - السعودية ام سيشمل وقف جميع العمليات العسكرية للجماعة الحوثية الصالحية في الداخل الجنوبي

من المخاوف التي اخشاها تفسير الهدنة من جانب الحوثيين باحتمال قولهم لتبرير بعض العمليات العسكرية في عدن والجنوب انهم كما يدعون يواجهون القاعدة وداعش ومعهما الحرب مستمرة وهي حرب ضد الاٍرهاب ويهم المجتمع الدولي في استمرار محاربة الاٍرهاب ؟؟

٤- الإيعاز الي جماعات موالية للحوثيين وصالح بالهجوم عليهم واتهام القاعدة بأنها وراء تلك العمليات مما استدعي الرد عليها

٥- اثق بدول التحالف كدول انها ستلتزم بالهدنة الانسانية بعكس التزامات الميليشيات التي لا تحترم القوانين الوطنية فما بالك بقواعد القانون الدولي في الخلاصة برغم كل ماسبق نأمل ان تحترم جميع الأطراف بالتزاماتها وإلا تكون موافقتها مجرد أوهام فالحالة الانسانية الكارثية في عدن والجنوب تستدعي هدنة إنسانية عاجلة وهذا ليس الا مجرد إعطاء المريض دواء خفيفا لا يعالج  المرض الأساسي المتمثل بخروج الجنوب من هذه الحالة التي تورط في وحدته مع الطرف الاخر.