يقول بحاح أنه مشتاق كثيراً للعودة إلى صنعاء ليمارس مهام عملة من هناك وكأن ما يجري صدود بين حبيبين لن يبرح الرياض حتى تعيده لحبيبته التي يتحرق شوقاً للعودة لأحضانها.
كثير من القادة الخليجيين يعتبرون أن تأهيل بحاح مهمة أساسية فهو حبيب الكل في صنعاء حتى الحوثيين والحوثيات بعد أن أصبحت عودة هادي إلى صنعاء مستحيلة.
كل حملة الترانسفير التي يقوم بها (الصالح) لقيادات حزبه إلى الرياض لتحقيق هذا الهدف وسوف يبصمون وقد بصموا على مخرجات موفنبيك وحين عودة بحاح إلى صنعاء لكل حادث حديث فصنعاء لا تقيم وزناً في العادة للورق والتعهدات والتواقيع فهم لا يعترفون إلا بما تفرضه سلطة الأمر الواقع.
يتفق قادة الإصلاح وبقية الأحزاب مع المؤتمر في هذا المسعى وهم خبراء في اللعبة وتسخين جبهتي تعز ومأرب وهما الباردتان منذ شهر مع التحضير لمؤتمر الرياض لتسويق الحل اليمني بأعتبار الحرب يمنية أيضاً وفيها تقاتل اليمن من أجل اليمن وكل ذلك للتعمية على الجوهر الحقيقي للصراع وميدان الحرب الأساسي (الجنوب).
يقول بحاح أنه لا يحتاج لحوار جديد فيكفي أن ننفذ ماتم الإتفاق عليه ويضيف عليه طلقاء ومشردي المؤتمر والإصلاح في الرياض: مع التعديلات اللازمة أي أعطاء الحوثي الجوف وحجة لأزال ودفع ذمار نحو مأرب والبيضاء..
(أمال أيه) لازم نرضي أبو جبريل ومسيرته القرآنية.
ولا بأس أن تبقى باقي أجزاء الخارطة كما رسمها مؤتمر موفنبيك.
بحاح ليس لديه مانع من هذا التعديل فهو لا يهتم لذلك لأنه موظف يريد أن يحقق أقصى درجات النجاح المهني لا فرق لديه بين إدارة مزرعة للأبقار وإدارة بلد كبير يسمى اليمن تعج زرائبه ليس بالأبقار فحسب ولكن بالحمير ولأباس بمجموعة من الضباع المفترسة التي سيرمي لها من لحوم الأبقار والحمير عند الحاجة.
بحاح تراهن عليه النخبة الحزبوية الشمالية كما تراهن عليه دول مجلس التعاون وسيتم دفعة في مؤتمر الرياض أو ما بعده بقليل أحتراماً لأصول الأتيكت الديمقراطي في اليمن للمركز الأول.
بحاح ظهر في مؤتمراته الصحفية في العواصم الخليجية رطباً وغير مكترث وبلا عواطف وكأنه مستشار دولي لا ينتمي لليمن فقط يقوم بوظيفته كطيب الذكر جمال بن عمر.
ليش لا .. كان المفروض أن يبكي ولو مره على غرار محمد سالم باسندوه الذي بكى كثيراً وبلا مناسبة أما هو فلديه مناسبة بل ومصيبة عظمى بلد يتحطم وشعب يموت.
ذلك مكر التاريخ كما قال هيجل ذات مره وهو يصف الفرق بين ما يعتمل على الصفحة الخارجية للحظة تاريخية معينة وما تقذفه بؤرة الأحداث ليشكل مفاجئة بكل معنى الكلمة، بمعنى آخر (أن غير المتوقع هو ما يحدث دائما) كما قال المفكر الفرنسي أندرية موروا.
الطريق للبحبوحة يمر عبر بحاح لكن السؤال الكبير ماذا سيفعل الشيوخ في الرياض؟ وأقصد الشيوخ الجنوبيين - نسبة لعامل السن - البيض والعطاس والجفري وصالح عبيد وربما مشائخ وسلاطين من السلالات القديمة التي لم تعد لها علاقة حقيقية بالأرض الجنوبية وأضف إليهم قاسم عسكر ومجموعته الذي طالب بأن يبقى مقعد الحراك شاغراً في الرياض ليأتي مع صالح يحي وبامعلم وشلال شائع وفادي وطبعاً عمر البيض ليملئوه.
ماذا سيفعلون؟ يقول الرئيس العطاس أنهم سيطرحون قضية الجنوب ولأبأس في ذلك وأنا أتفق مع أبو معتز لكني أفكر في الآخرين (جبهة الرفض) التي يقودها البيض منذ سنوات ماذا سيقولون لقادة المؤتمر ياسين مكاوي وبن مبارك وجباري؟!
أرى تعقيداً جديداً وكبيراً بعقد هذا المؤتمر قبل هزيمة عفاش والحوثي في الميدان ولازلت أصر على المقاومة الشعبية الجنوبية على ما أقترحتة عليهم في منشور يوم أمس على صفحتي بالفيسبوك أكرره هنا لعل وعسى:
١- تعزيز العمل الميداني والعسكري وإسقاط العند مهمة أساسية لقطع الإمدادات عن الغزاه في عدن والعمل الحثيث من قبل المقاومة داخل عدن للسيطرة الكاملة على عدن.
٢- التشاور وتشكيل مجلس مؤقت لقيادة المقاومة في الجنوب ليكون المرجعية للعمل الميداني والسياسي والإعلامي.
٣- التشاور لإصدار موقف موحد إزاء هذا المؤتمر ولكي نتجنب إحراج المملكة العربية السعودية يجب أن يكون شرط المقاومة هو هزيمة كاملة لكتائب الحوثيين وجيش عفاش ودحرهم عن الجنوب قبل أي حوار أو تفاوض.
هذا الأشتراط هو منطقي ولن تجد السعودية أي سبب لرفضه ذلك أن إستمرار الحوثيين وجيش عفاش بلا هزيمة ودحر من الجنوب هو خطر ماحق على السعودية ذاتها، ثم أن المقاومة ستتجنب الحرج من عدم حضور المؤتمر، وهذا المؤتمر أن عقد لن يكون ملزماً للمقاومة الوطنية الجنوبية.
الرهان عليكم أنتم يا أبطال الميادين وعلى شعبنا الصابر المكافح المجاهد المعذب الصابر.
لا تسلموا رقابكم مره أخرى فالقرار يجب أن يكون قراركم ولا بديل عن الإستقلال وإستعادة الدولة وأشكروا الرئيس هادي فهو الذي وضع الخطوة الأولى لكم لتسيروا على هذا الطريق وسيترك لكم ولبحاح باقي المهمة فمن سينتصر دمكم أو مدير مزرعة الحيوانات مع الإعتذار الكبير لمزرعة جورج أوريل.