خطر الحرب على الجنوب والحاجة الى تضامن القيادات الجنوبية مع هادي

2015-03-13 07:00

 

بات من المحتمل وفق تهديدات صالح ان يغامر بإشعال حرب اخرى مدمرة علي الجنوب مدعوما بالميليشيات الحوثية وعناصر القاعدة التابعة لصالح التي فرخها في السابق وتم توطينها في الجنوب , انني أدعو كمواطن جنوبي قبل كل شيء ان يقوم الرؤساء علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر العطاس وعبد الرحمن الجفري وحسن باعوم الي خلق جبهة وطنية موحدة مع الرئيس هادي في مواجهة مخاطر إمكان الهجوم والغزو العسكري للجنوب من قبل قوات صالح ومليشيات أنصار الله والقاعدة .

 

 في جميع دول العالم في أوقات الحروب حين تتعرض الأوطان للخطر والدمار تنهض الهمم ويتوحد أعداء الأمس لمواجهة الخطر المشترك هذا ما حدث في معظم دول العالم اثناء الحربين العالميتين الأولي والثانية حتي في اسرائيل تتشكل حكومة وحدة وطنية او ائتلاف حكومي وهذا ما حدث في الجنوب أيضاً اثناء حرب عام ١٩٩٤ حين شكل ائتلاف حكومي جمع أعداء او خصوم الأمس الرئيس البيض مع عبد الرحمن الجفري كنائب للرئيس والمرحوم عبد الله الاصنج كوزير للخارجية وقيادات اخري وحدهما الخطر والدفاع عن الجنوب في طي صفحة خلافاتهما السياسية السابقة.

 

 استبشرت خيرا في رؤية بعض قيادات الحراك تلتقي وتجتمع مؤخراً بالرئيس هادي في عدن وهنا الدعم والتأييد للرئيس هادي ليس معناه انهم بالضرورة سيعني تأييدهم لسياسته ومخرجات الحوار اليمني او ان يعني تخليهم عن مطالب شعب الجنوب في حق تقرير المصير واستعادت الدولة وإنما تأييدهم ودعمهم للجنوب الوطن وليس غير ذلك  وقد يقول قائل وماذا عن اعلان المحافظات الشمالية الاخرى لشرعية الرئيس هادي أليس هذا كافياً ؟؟ قد يكون ذلك محتملا ولكنه ليس مؤكدا ويؤسفني التذكير انه قبل وأثناء حرب ١٩٩٤ عبرت بعض  الأطراف الشمالية حينها وقوفها مع مشروع البيض والحزب الاشتراكي لمشروعهم الحضاري من اجل اليمن ولكنهم تخلوا عنه ولم يوفوا لوعودهم ولا داعي لذكر الأسماء وهم معروفين لدي الجماهير الجنوبية فكل طرف سيحاول ان يجنب أرضه ومنشآته من الدمار وستكون ارض الجنوب ومنشآته هي المستهدفة والوعود البراقة والولاءات المرحلية والظرفية سرعان ما تتبخر عند اندلاع المعارك ان تأييد القيادات الجنوبية في الداخل والخارج ستبعث برسائل قوية للداخل الجنوبي والى دول الإقليم والعالم.

 

علي مستوي الداخل ستوجه رسالتين الي المواطن الجنوبي ان مبد أ التصالح والتسامح بين الزمرة والطغمة هو حقيقي وليس مجرد شعار سيساهم في الاصطفاف الجنوبي والرسالة الاخرى ان الجنوب قياداته هي علي مستوي المسؤولية وقت الخطر تواجهه معا متناسية اختلافاتهم  وستكون رسالة أيضاً للإقليم والعالم ان في الجنوب قيادات مسؤولة يمكن الوثوق بهم والتعامل معهم علي ضوء مواقفهم الاخيرة وبالتالي لو كانت هناك أطراف لا تمانع بتأييد الحقوق الجنوبية الا ان مخاوفهم اذا حصل الجنوب علي استقلاله ان تحصل هناك فوضى وصراع علي السلطة وربما الاحتراب بين الأطراف الجنوبية المختلفة والمطلوب من الرئيس هادي في هذه المرحلة استغلال دعم دول مجلس التعاون الخليجي للشرعية الدستورية مع أهمية تعزيز قدراته العسكرية من اجل مواجهة قوات صالح وأنصار الله فإذا كانوا في حرب ١٩٩٤ دعموا ماديا وبالسلاح الرئيس البيض فمن المفروض دعمهم الان قوات الشرعية الدستورية وهي اغلبها في الأساس جنوبية وعليه أيضاً معرفة كيفية طمأنة بقية الأطراف الشمالية ان تضامن القيادات الجنوبية معه ليس موجها ضد هم وإنما سيكون دعما لهم في مواجهة التحالف  الصالحي والحوثي المعترضين علي إقامة الدولة المدنية وقيام أقاليمهم وفق مخرجات الحوار الخاص بهم باختصار ليست حرب بين الشمال والجنوب وانما مواجهة بين الدولة المدنية ودولة سيادة القانون وضد العسكرة ودولة الإمامة  الخلاصة قد يبدو ما اقترحه غير واقعي ولن يحدث بسبب تراكمات الماضي بين القيادات الجنوبية ولكنها فرصة قد لا تتكرر من جديد من اجل الجنوب ولإعادة الثقة لتلك القيادات في الشارع الجنوبي وقد يستغل كل ذلك من قبل صالح والحوثيين لتحويل الصراع بين الشمال والجنوب بين الوحدويين وما يسمونه بالانفصاليين وهنا سيظهر الإبداع السياسي في طرح الموضوع والقدرة علي الإقناع  حتي لا أقول شيء اخر