عندما لاحقناه عقب انتصار الثورة وشردناه قهريا , وهو الذي كان احد ابطالها بامتياز , لم يحمل لها الشيخ عبدالعزيز المفلحي معول الهدم كما فعل رفاقا آخرون .. نأى بنفسه وعائلته وكل قبائل "المفالحة" الابطال عن ما يسيئ الى تاريخه وكفاحة ونضال شعبه .. ولم يتوارى عن المشهد الوطني الجنوبي.. وظل فاتحا قلبه وباب بيته على مصراعيه لكل من ضاقت به ضائقة والتجأ اليه من ابناء الجنوب في ارض الشتات .. وعندما أكتمل سقوطنا جميعا وابيدينا أنفسنا .. وتوارى قادتنا "التاريخيين" عن المشهد الوطني .. مكتفيين بما اخذوه من ثروات هذا الشعب الذي حطموه واضاعوا دولته بشطحاتهم الثورية المغامرة .. لم يختفي ابا "عمر" بل اثبت انه اكبر من الكل .. ووقف الى جانب شعبه بشجاعة القائد ورجولة المفالحة واصالة المعدن وكان اكثر سخاءا وكرما لا يوصف .. وقدم للقضية الجنوبية ما لم يقدمه هولا "الديناصوريين" ممن ناموا في غار الـ "الكهف" نومة عميقة وما زالوا حتى اليوم.
بصمات ابا "عمر" رسمها بكل رجولة وعزة وفخر .. على كامل خارطة الوطن الجنوبي من شرقة الى غربة .. لم يكن منزويا اوحزبيا متعصبا أو مناطقيا محصورا .. بل ظل ويبقى {{جنوبيا بأمتياز متوج}} قولا وفعلا .. يحمل في ضميره مصير أمة وقضية وطن اسماه "الجنوب العربي" وظل وما زال كبيرا .. ولأن الكبير يبقى كبير !