الخامس من يناير من عام 2014م، لم يكن يوماً عادياً في مدينة سيئون وحضرموت بشكل عام. فقد شهد ذلك اليوم رحيل واحداً من أكفأ وأنبل وأشجع رجالات الثورة الجنوبية الذين عرفتهم محافظة حضرموت. واحداً من الذين خدموا قضيتهم وقدموا من أجلها الغالي والنفيس، إنه الفقيد شوقي سعد الزبيري الذي وافتة المنية صبيحة ذلك اليوم بموت مفاجئ خرّ خبرة كالصاعقة المدوية في عموم مدن وادي حضرموت وسيئون خاصة.
شوقي سعد .. أو ود سعد .. أو أبو الشوق كما يسمية من يعرفة، جندي مجهول عمل بصمت في مهام في غاية الخطورة فقد شغل رئيس اللجنة الأمنية للحراك السلمي بمديرية سيئون، وكان له دوراً بارزاً في تأسيسها في شهر مايو من عام 2010م.
الفقيد كان يتقدم صفوف المسيرات ليؤمنها بنفسة بعد أن يتأكد أنه قد نشر جميع رجاله كلٍ في موقعه لحماية المواطنين المشاركين في المسيرة من أي خطر أمني قد يتهددهم.
كما أنه المسؤول الامني الأول الذي يعتمد عليه جميع الضيوف الذين يقدمون إلى وادي حضرموت في تأمين إقامتهم ووصولهم ومغادرتهم الوادي. شوقي .. كان يتقدم مواكبهم مع أفراد لجنتة الأمنية الأبطال وكان يرسم خطط تنقلاتهم بنفسة.
سيئون ووادي حضرموت عاشت فراغاً أمنياً بعده - هذا مايقولة كل من ينظر إلى مسيرة الثورة الجنوبية بعد رحيلة - والكل يجمع أن رحيلة خسارة لن تعوض مطلقاً.
آخر ماشارك فيه من أعمال هو الهبة الشعبية التي أنطلقت من 20 ديسمبر من العام قبل الماضي، فقد كانت له بصمة واضحة فيها.
توفي الفقيد شوقي - رحمة الله عليه - بعد إصابتة بذبحة صدرية فجر يوم الاحد 5 يناير 2014م في يوم كان مقرراً له أن يشرف فيه على عصيان مدني كانت ستشهدة المدينة كغيرها من مدن الجنوب.
اليوم الذكرى الاولى لوفاتة وعهوداً ووعوداً من كل ن عرفه وسمع عنه أنه لن ينسى من ذاكرتهم.
رحم الله الفقيد شوقي سعد .. وأخلفه بالخلف الصالح
الفقيد شوقي سعد الزبيري
الإنظمام للحراك السلمي الجنوبي.
كان الفقيد شوقي – رحمة الله عليه – من أوائل الرجال الذين إنظموا إلى صفوف الحراك السلمي الجنوبي في مدينة سيئون، حيث عمل مع كوكبة من زملائة في تأمين أول المهرجانات المطالبة بالتحرير والإستقلال عندما ترأس اللجنة الأمنية لمهرجان الذكرى الـ 17 لإعلان فك الإرتباط والذي أقيم عصر يوم 21 مايو 2010م في ساحة السدة بحي السحيل بسيئون.
في ذلك اليوم جمع الفقيد رجاله ورسم لهم خطط تأمين المهرجان وضيوفة ، خصوصاً أنه – أي المهرجان - أتى في وقت لازالت سلطة الإحتلال في أوج قوتها.
الفقيد وتعيينه رئيساً للدائرة الأمنية في مجلس الحراك السلمي بسيئون.
نظراً للثقة التي حاز عليها من معظم أعضاء ومنتسبي المجلس خلال فقد عين الفقيد شوقي – رحمة الله عليه – رئيساً للدائرة الأمنية لمجلس الحراك السلمي والحركة الشبابية والطلابية بمديرية سيئون بعد أن تم تشكيل أول مجلس للحراك السلمي في المديرية بتاريخ 30 مايوم 2010م وضل قائداً هاماً في ذلك الموقع الحساس وترأس اللجان الأمنية لجميع الفعاليات والمهرجانات التي أقيمت في المديرية في الفترة مابين مايو 2010م وحتى توفاه الله يوم 5 يناير 2013م.
الفقيد وطريقة عمل لجنتة الأمنية
لم يكن الفقيد يتلقى دعماً رسمياً من أي جهة في توفير إحتياجات لجنتة الأمنية بل كان يسخر مالة الخاص في توفير إحتياجات لجنة الأمن، إضافةً إلى دعم بسيط جداً من عدد من الأشخاص.
سخر الفقيد شوقي – رحمة الله عليه – وقتة وجهدة ومالة في خدمة قضية الجنوب من خلال لجنتة الأمنية في سيئون،
الفقيد وظهوره كقائد أمني في وادي حضرموت.
بعد أن سطع نجم الفقيد كقائد أمني هام في مديرية سيئون إستعانت به وبرجاله عدد من المديريات في تأمين عدد من الفعاليات التي أقيمت في مناطق مختلفة بوادي حضرموت. حيث ترأس الفقيد في عدد من المرات اللجان الأمنية للفعاليات المركزية التي كانت تقام في وادي حضرموت وكانت أولى تلك الفعاليات التي يترأسها خارج مدينتة سيئون، فعالية الإحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر 2011م في مدينة تريم.
الفقيد ودروة الفعال في إفشال الإنتخابات الهزلية في فبراير 2012م
لعب الفقيد شوقي – رحمة الله عليه – دوراً بارزاً في فترة إفشال الإنتخابات الهزلية التي أراد الإحتلال منها شرعنة بقائة في الجنوب، فترأس الفقيد لجنة إفشال الإنتخابات في مدينة سيئون، وعمل ومنذ ماقبل الإنتخابات على رسم الخطط لإفشالها، فجمع الرجال من مختلف مناطق مديرية سيئون وعقد الكثير من الإجتماعات التشاورية بهذا الشأن، وكان له الفضل في إفشال مؤامرة ومهزلة الإنتخابات في مدينة سيئون وهو عدد من اللجان التي شكلت في أحياء ومناطق مديرية سيئون.
الفقيد قائداً لحماية ضيوف وادي حضرموت
خلال السنوات الأربع الماضية توافدت قيادات الحراك السلمي إلى وادي حضرموت من مختلف مدن ومناطق الجنوب المحتل فلم يكن غير الفقيد – شوقي رحمة الله عليه – قائداً وحارساً لهم– بعد الله تعالى -، يرافقهم هو ورجالة الأبطال منذ لحظة دخولهم إلى وادي حضرموت وحتى المغادرة، فيتقدم مواكبهم ويخطط لتأمين تنقلاتهم وكذا تأمين أماكن إقامتهم.
الفقيد شوقي – رحمة الله عليه – حلقة الوصل بعد أن ظهرت الخلافات التي عصفت بالحراك السلمي خلال الفترة السابقة لعب الفقيد شوقي – رحمة الله عليه – دوراً إيجابياً في محاولة رأب الصدع والإختلافات والتباينات، فقد كان يتعامل مع كل المكونات على الساحة في المديرية والوادي والمحافظة، ولم يقطع حبل التواصل مع أي مكون، وسعى جاهداً خلال الفترة الماضية إلى جمع وتوحيد الكلمة لما كان يتمتع به من حس وطني وغيرة على قضيته
الفقيد شوقي رحمة الله عليه – ولجنة معالجة الجرحى في حضرموت لم يقتصر دور الفقيد شوقي على اللجنة الأمنية فحسب، بل كان دورة إنسانياً أيضاً من خلال جرحى الثورة الجنوبية السلمية، فقد كان – رحمة الله عليه – أول من يسارع بفتح حسابات لكل جريح يسقط خلال فعاليات الحراك السلمي بسيئون وماجاورها.
الفقيد شوقي والهبة الشعبية (أخر محطة مشاركة)
فور إعلان قبائل الحموم وحلفائهم البدء بتنفيذ هبتهم المباركة عقب إنتهاء الفترة التي منحها حلف قبائل حضرموت لسلطات الإحتلال في إجتماعات وادي نحب، إنطلقت الهبة الشعبية في معظم مدن حضرموت وسيئون إحدى هذة المدن، حيث كان إنطلاق الهبة الشعبية في صبيحة يوم 20 ديسمبر 2013م.
شارك الفقيد مع عدد من أبناء سيئون في السيطرة على عدد من المراكز والمقرات الحكومية في المدينة، وكان كعادتة حلقة وصل بين القبائل وأبناء المديرية.
الفقيد ليلة وفاتة.
أعلنت الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية بمحافظة حضرموت عن تنفيذها لأسبوع العزة والكرامة في عموم مدن وقرى محافظة حضرموت، وأقرت أن يكون يوم الأحد 5 يناير 2014م بداية لإنطلاقة، وكغيرها من مدن الجنوب عقدت الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية بالمديرية إجتماعها قبل يوم من تنفيذ تصعيد "أسبوع العزة والكرامة" وشارك الفقيد شوقي – رحمة الله عليه – في الإجتماع الذي عقد في منصة ساحة الشهداء بشارع الجزائر