تساؤلات تحتاج الي اجابة ؟ .. تمدد الحوثيين سيتوقف في الشمال ام سيواصل الي الجنوب ؟

2014-12-20 03:33

 

معظم المحافظات الشمالية أصبحت بدرجات متفاوتة تحت قبضة الحوثيين (جماعة أنصار الله) ما الذي دعاه الي توقف تمدده عليها ولم يشمل المناطق الجنوبية ؟ وهل هذا التوقف مؤقت ام نهائي ؟ قد يري البعض في عدم تمدده الي الجنوب بسبب غياب البيئة الحاضة له مثل المحافظات الشمالية .

هل لان الجنوب بأكمله من الشوافع السنة ؟ هذه الإجابة غير دقيقة بل غير صحيحة وذلك لان كل من تعز والحديدة  وإب هي كذلك ومتواجد فيها برغم مواجهته مقاومة  ولكنه متواجد فيها ؟ .

ومن المعروف ان الجنوب يمثل مركز الثقل والأهمية الاستراتيجية باطلالته علي باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي ومساحته تمثل ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية وثروته النفطية والغازية والسمكية تمثل اهم الثروات المعروفة حاليا في إطار الدولة اليمنية فعلي سبيل المثال الموارد النفطية من الجنوب تمثل نحو 75 في المائة من موارد موازنة الدولة برغم كل هذه المعطيات الهامة لماذا اقتصر تمدده علي المحافظات الشمالية فقط في حين مركز الثقل هو في الجنوب ؟؟ .

لا شك ان الموقع الجيواستراتيجي  للجنوب في الدولة اليمنية ربما كان احد عناصر الإجابة علي امتناعه من دخول الجنوب .

 

فمن المؤكد انه اذا سيطر علي باب المندب وبحر العرب سيمثل بالنسبة لدول الخليج والعالم خاصة.الولايات المتحدة والدول الأوربية وبعض الدول العربية كمصر حالة شبيهة بأعلان حرب كما يسمي باللاتيني حالة ( casus belli ) بتواجد كما يقال عناصر من القوات الامريكية في قاعدة العند ناهيك من تمركز قوات غربية في البحر الاحمر وخليج عدن برر تواجدها حينها لمواجهة القرصنة البحرية وبحكم علاقة أنصار الله بأيران. فمن الصعب من وجهة النظر الخليجية والغربية ان تستفيد ايران من سيطرتها علي مضيق هرمز ومن ثم مضيق باب المندب والمساحة الواسعة للجنوب سيجعل امام أنصار الله توفير أعداد كبيرة من مقاتليها للسيطرة علي هذه المناطق الشاسعة وهي كما يبدو ليست مجهزة في الوقت الحاضر علي الأقل للقيام بذلك الامتناع من دخول الجنوب هل هو امتداد عن امتناعها في المشاركة في حرب 1994 مع بقية القوي المعتدية على الجنوب ؟ ام امتناعها هو لفترة مؤقتة لأحكام سيطرتها اولا علي المحافظات الشمالية والانتقال لاحقا في اتجاه الزحف نحو الجنوب ام ان امتناعها الغرض منه تمهيد الظروف للتسويق لفكرة اعادة النظر في تقسيم أقاليم  الدولة الاتحادية الذي حرم أنصار الله من إيجاد منفذ بحري لهم لاقليمهم ؟ .

 

وهل اعادة النظر سيصل الي القبول بتقسيم الدولة الاتحادية الي إقليمين واحد للجنوب وواحد للشمال ام ان هذا الافتراض الأخير سيواجه معارضة شديدة من حليفهم الحالي الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبالتالي لن يتم طرحه الان  ووفق سيناريوهات أطلقت سابقا ان هناك اتفاق غير مكتوب يتمثل بتسهيل تمدد الحوثيين في المحافظات الشمالية مقابل قبولهم فك ارتباط الجنوب بالشمال حتي يتسنى لأنصار الله اعادة نظام الإمامة او شيئا قريبا منها بتأسيس ملكية دستورية تمشي مع متطلبات العصر علي أساس ان ا لنظام الجمهوري بطابعه القبلي والعسكري اظهر فشله والحاجة في الوقت نفسه وجود دولة عصرية ديمقراطية علي نمط الملكيات ال دستورية في أوروبا وبعض دول اسيا .

 

هناك عوائق كبيرة في الافتراض الأخير فلا يمكن لأي طرف من المكونات والأحزاب في الشمال التخلي عن الجنوب والتوافق علي فك الارتباط معه ليس فقط بسبب موارده النفطية وحجم مساحته وإنما الأهم من كل ذلك بسبب موقعه الجيو استراتيجي فموارد النفط يمكن تعويضها من مصادر اخري ولكن المواقع الجيواستراتيجي والمساحة لا يمكن شرائهما بالمال ولهذا اعتقد ان الجميع في صنعاء متفقين حول ذلك .

 

والمشكلة ان الرئيس هادي كما يقال انه محاصر وبات موقعه ضعيف امام الحوثيين وغيرهم في الوقت الذي مصادر قوته لتعزيز موقفه يتمثل في مصادر قوة الجنوب التي الشمال في حاجة اليها ويمثل الرقم الصعب الذي يمكن في الظروف الحالية تجاوزه وفي الأخير هل يمكن القول ان  الحوثيين ربما لو حصلوا علي ضمانات إقليمية ودولية في تلبية طموحه في استعادة الملكية وفق نظام العصر يجعلهم يمتنعون من اجتياح الجنوب او ان كل تلك الافتراضات والتساؤلات في غير محلها وأنصار الله منتظرين ظروفا اكثر مؤاتية بتمكين تواجدهم اولا في المحافظات الشمالية للانتقال بعدها الي الجنوب لا املك الحسم لا الإجابة الصحيحة علي تلك التساؤلات ؟؟

بريطانيا في 20 / 12 / 2014