أخوتي في لجنة الإعتصام الأبطال الشجعان أحييكم وأقف أجلالاً أمام هذا العمل السلمي التاريخي الجبار الذي تقودونه ولكني أربأ بكم من ترك الأعتصام أما لذوي الأمزجة الحادة والسقوف العالية الغير متاحة في هذه اللحظة التاريخية أو الذين يريدون تحويل الإعتصام لحنفية (يتقرصون) من خلالها وأنا أضعكم أمام الحقائق التالية:
١- ليس مهمة الإعتصام إنجاز الإستقلال ولن يستطيع فعل ذلك ومن يتوهمون أننا في ٣٠ نوفمبر سنرفع العلم ونتلوا بيان الإستقلال واهمون ويعيشون في كوكب آخر.
مهمة الإعتصام هو ارسال رسالة حقيقية للشماليين وللعالم أننا نواصل نضالنا السلمي ولن نكل ولن نمل حتى يعترفوا بحقنا في الحرية والإستقلال وإستعادة الدولة.
٢- أثبتت سنوات الحراك وآخرها هذا الإعتصام أننا لسنا جاهزين للإستقلال وعلينا الإعتراف بذلك فسلوكيات هذه المكونات وهؤلاء الذين يدّعون أنهم مناضلين لا تبشر بخير ولذلك إذا وصلنا لمرحلة الإستقلال فأن وضع الجنوب تحت الوصاية الدولية كمرحلة إنتقالية حتى يتم بناء سلطة إنتقالية حقيقية أمر لا مناص منه.
٣- الإعتصام نفسة يعاني من هذه المكونات لأن كل منهم يريد ركوبه لمصالح المكون ذاته لا للغرض الذي قام من أجله الإعتصام.
وعليه فأني أقترح عليكم أن تصدروا بيان تأكدون فيه أن هذا الإعتصام درجة أعلى من درجات نضالنا السلمي ورسالة للأشقاء الشماليين وللعالم بأننا لن نتراجع عن أهدافنا وسيستمر حتى ٣٠ نوفمبر وسينتهي بمليونية ضخمة ثم سيرفع لنعيد تقييم الإعتصام وما حققه والسلبيات التي رافقته وماهي الأشكال النضالية القادمة ولابأس من أعادة الإعتصام في أي وقت عندما تتطلب الحاجة إلى ذلك.
أن مواجهة الناس بهذه الحقائق مهم جداً لكي لا يظنوا أن الإستقلال سيكون بين أيدينا في ٣٠ نوفمبر ثم ينصدم الناس وتكون النتائج عكسية. أن كنا قادة وعلى قدر المسئولية التي تلقيها على عواتقنا هذه اللحظة التاريخية فعلينا أن نوجه الناس ونواجه الحقائق كما هي والنضال ليس مباراة كرة القدم يحدد بمواقيت وصفاره.