بعد العثور عليه عام 1908، تمكن الخبراء أخيراً من فك شفرة أقدم قرص مطبوع، كان قد صنع قبل أكثر من 4 آلاف عام على اختراع الطباعة.
ويتألف القرص المعروف باسم "قرص فستوس" أو ما يوصف حالياً بأنه "أقدم سي دي في التاريخ" من 45 رمزاً، لم يتمكن الخبراء من فك شفرتها منذ العثور عليه بين أنقاض آثار يونانية.
ويبلغ قطر قرص فستوس يبلغ 15 متراً ويوجد على كلا جانبيه أختام رمزية مجهولة، ما جعله القطعة الأثرية الأكثر غموضاً في علم الآثار.
أما من صنعه فهم أبناء الحضارة المينوسية في جزيرة كريت وسط البحر الأبيض المتوسط، وهم المسؤولون عن ابتكار "المينوتور"، وهو بحسب الميثولوجيا الإغريقية مخلوق نصفه رجل ونصفه الآخر ثور.
ويبدو أن قرص فستوس، الذي يطيب للخبراء اعتباره أول "قرص مدمج" في التاريخ، تم تصنيعه بتقنية شبيهة بتقنية آلة الطباعة، غير أن هذه التقنية اختفت في العام 1700 قبل الميلاد، إلى أن عادت إلى الظهور في أوروبا في القرن الخامس عشر الميلادي.
ويعتقد الخبراء أن التقنية التي أدت إلى صناعة هذا القرص كانت سابقة لعصرها وأنها وجدت في الوقت الخطأ من التاريخ، ولهذا السبب سرعان ما اختفت.
وتمكن الخبراء أخيراً من فك شفرة بعض الرموز ويعتقد أن القرص كان شكلاً من أشكال "الصلاة الحلزونية" لإحدى آلهات الإغريق القدماء.
ومن بين الرموز التي التعرف إليها رمز "الأم"، بحسب ما ذكر الأستاذ في المعهد التعليمي التكنولوجي في كريت غاريث أوينز، الذي أمضى 6 سنوات في محاولة فك رموز القرص.
ويعتقد أوينز أن إحدى واجهات القرص تتعلق بفكرة "الحمل"، بينما تتعلق الفكرة على الجانب الآخر من القرص بفكرة "الولادة".
وأضاف أوينز أن الفكرة الرئيسية للقرص تتعلق بقيمة "الأم"، وتحديداً "الآلهة الأم" في العصر المينوسي.