سيحاول "الإصلاح" الآن غسل جرائمه بأخطاء "انصار الله"، مثلما حاول "صالح" ولا يزال، غسل أخطائه بأخطاء "الإصلاح" و "المشترك".
هذه العبارة التي تمنى بعض مثقفي الجنوب وناشطيه من الكاتب الكبير محمد عايش أن يكتبها بدلا عن موضوعه الموسوم بـ "الإصلاح يغسل اخطاؤه بأخطاء الحوثي" الذي نشره على صفحته الخاصة بـ الاصلاح يغسل أخطاؤه بأخطاء ‘‘ أنصار الله‘‘ , يتطرق فيه الى جرائم الاصلاح في الجنوب منذ العام 1994م حتى اليوم ويقارنها بما ينسب لأنصار الله .
نحن في " شبوه برس" لا نزكي "أنصار الله" عن الأخطاء في صنعاء التي أرتكبها بعض المحسوبين عليهم من الحمقى ولا يغفل عاقل عن أنه يحدث في مثل هكذا أحداث كبيرة تنشط الكثير من العصابات الاجرامية والحزبية والأجهزة المخابراتية للكسب المالي والسياسي والاعلامي , ونعتقد أن ما سمعنا عنه من ممارسات خاطئة لأنصار الله لا تساوي معشار العشر من جرائم حزب الاصلاح في الجنوب كله , أرضه وما عليها وبحره وما حواه وأمواله السائله في جيوب البسطاء أستولى عليها رموزه بالنصب والاحتيال تحت مسمى شركات الاسماك والعقار الوهمية وبلغ حجم الاموال مليارات الريالات منذ قرابة العقدين من الزمن وتبخرت مساهمات البسطاء وضاعت أرباحها ليتسثمرها نصابوا حزب الاصلاح في مشارق الارض ومغاربها .
" شبوه برس" يعيد نشر موضوع الزميل محمد عايش :
سيحاول "الإصلاح" الآن غسل أخطائه بأخطاء "انصار الله"، مثلما حاول "صالح" ولايزال، غسل أخطائه بأخطاء "الإصلاح" و "المشترك".
القوى السياسية لدينا تستفيد بالفعل من أخطاء بعضها البعض، ولكن ليس بأخذ العبرة وتجنب تكرار هذه الأخطاء؛ بل كل طرف يجعل من خطأ الطرف الآخر صكاً لغفران إخفاقاته، ومقعدا للاستراحة من تركيز الناس عليه وعلى انتقاده!!
"صالح" يقول وهو يرى تبرم الناس من الإصلاح: شفتم؟ مش كنتم عايشين في نعمة ونعيم لما كنتم في عصمتي؟
فيهتف جمهوره: سلام الله على عفاش.
و الإصلاح يقول الآن و بلسان الحال: شفتم؟ قدكم على باسندوة وسالم بن طالب؛ قلتم لا و زبطتم النعمة، ذلحين خلوا الحوثيين يشوفوا شغلهم معكم!!!
فيهتف ناشطوه: سلام الله على دحابة.
و هكذا.. وسيأتي قوم بعد الحوثيين ليهتفوا: سلام الله على منّاع.
********************
على أنه، وقبل أن يصبح أنصار الله زمنا غابرا، بإمكانهم التواضع أمام هذه النصائح المخلصة:
- المغفل هو فقط من يستدير للأيادي المتسخة لتمسح على ظهره أوساخها.
اتركوا المسافة مفتوحة بين رغبتهم في تدليك أكفهم، وبين أقرب جدار.
- حافظوا على الإنجاز الذي صنعتموه بإسقاط طاغوت محسن؛ عبر: إهداء هذا الإنجاز إلى كل اليمنيين، وذلك بالتراجع خطوتين إلى الخلف؛ بعيدا عن الواجهة، بعيدا عن إخضاع كل مؤسسات الدولة لكم، وبعيدا عن إنفاذ رغباتكم في كل تفاصيل العملية السياسية أو في كل الأداءات الحكومية (على النحو الذي كانه "الإخوان") فضلا عن إنفاذ قيمكم، قسراً، على المجتمع.
- لستم "عبد الله بن حسين الأحمر"، الرجل الذي لم تكن تتجاوز الدولة ولا القوى السياسية خياراته منذ الستينات وإلى وفاته؛ خوفا من قبيلته وبطش قبيلته.
- بإمكانكم أن تكونوا القوة السياسية والاجتماعية التي قد تغير، بالشراكة مع كل تمثيلات المجتمع اليمني؛ واقع اليمنيين البائس، وإلى الأفضل بأي مقدار..
أو بإمكانكم أن تكونوا مجرد طفرةٍ أخرى من طفرات القبيلة.. أو مجرد صحوةٍ من صحواتها لإحكام ما تراخى من قبضتها على عنق الدولة وعلى رئة المجتمع.
- بإمكانكم أن تكونوا "اليمن" أو بإمكانكم أن تكونوا "حاشد" و "بكيل".. ولا شيء أكثر.
- لا تضعفوا بقية القوى السياسية:
* لا تضعفوا الإصلاح أكثر فإضعافه يصب في فائدة القاعدة
* استعينوا بالخبرات النزيهة لدى المؤتمر، و ليس كل مؤتمري فاسد، فالأصل في الناس النزاهة لولا نظام الإفساد الذي جعل من العبث بالوظيفة والمال العام أساسا لتقييم موظفيه وترقيتهم والاعتماد عليهم
* ادعموا الوصول بالاشتراكيين وكفاءاتهم إلى المواقع التنفيذية، فالاشتراكي خزان هائل من الكفاءات.. والحال كذلك بالنسبة للناصريين.
* ساعدوا الحراك على عودة ما أمكن من الثقة في الشريك الشمالي .. وتعاملوا مع قضيته كاستحقاق لا كشعارات ورُشا سياسية.
* وقبل ذلك لا تضعفوا موقع الرئاسة، فاليوم الرئيس هادي، وغدا غيره، ولا إمكانية لبناء دولة بموقع رئاسي مهزوز وضعيف.
*****************
ختاما: لقد كتبنا وكتب كثيرون، منذ 2011، ناصحين "الإصلاح" و "المشترك" إزاء سلسلة أخطاء عميقة، فتعاملوا مع النقاد كمندسين، إما عفافشة أومتحوثين، وبذلوا كل جهد لتحويل ناصحيهم إلى أعداءٍ خُلَّص.
والآن لربما فكر من كان الأكثر عُتهاً فيهم: يا ليتنا كنا أكثر تواضعاً.
ولكن: لات حين أماني.
من حائط الكاتب على الفيس بوك