كسوة الكعبة كانت تصنع في مصر وتنقل في موكب رسمي على الإبل يسمى ‘‘ المحمل المصري‘‘

2014-09-28 05:30
كسوة الكعبة كانت تصنع في مصر وتنقل في موكب رسمي على الإبل يسمى ‘‘ المحمل المصري‘‘

كانت كسوة الكعبة المشرفة تعامل باحترام رفيع عند نقلها من مصر الى مكة المكرمة

شبوة برس - متابعات- القاهرة

 

امانه الفاتحه يا مسافر لـ مكه تؤدي فرض الله ...يا ريتني معاك في بيت الله

 

المحمل هو الموكب الذي كان يخرج من مصر كل عام حاملا كسوة الكعبة وهو عبارة عن هودج خشبى مخروطى الشكل يحلى بأجمل زينة توضع به كسوة الكعبة ويحمل على ظهر جمل ويصاحب قافلة الحج التى تتوجه من القاهرة الى مكة و المدينة ثم تعود منها بعد تأدية فريضة الحج الى مصر.

وفى تعريف آخر هو أسم يطلق على الجمل الذى كان يحمل الهدايا أو الكسوة الموسمية الى مكة بهداياه الى البيت الحرام

 

الكسوة داخل هودج يحمل على جمل الى الحجاز

 

وفى اليوم السابع و العشرين من شوال يبدأ سفر المحمل بعد تجهيزه و اختيار موظفيه ويقام لذلك احتفالا يحضره الباشا الوالى (الحاكم) و القضاة00 و كبار رجال الدولة 00 وتدق الطبول و الموسيقى ويكون وصول المحمل الى المعسكر الذى يجتمع فيه الحجاج المصريون مع اقرانهم من بلدان شمال أفريقيا و تركيا خارج القاهرة وهو ايذان ببدء الرحلة المقدسة

 

 

وفى البداية كان المحمل يسافر الى السويس ثم الى قلعة النخل وسط سيناء ثم العقبة وبعد ذلك يتجه جنوبا ويسير بحذاء البحر حتى " ينبع " ثم الى مكة

 

ووصف كثير من الرحالة الذين زاروا مصر خروج كسوة الكعبة من مصر كأبن بطوطة و ناصرخسرو وغيرهما .

كما وصف المؤرخ القلتشندى فى كتابه صبح الأعشى المحمل فذكر بأن المحمل يحمل على جمل وهو فى هيئة لطيفة وعليه غشاء من حرير أطلس أصفر و بأعلاه قبة من فضة مطلية.

 

جزء من الموكب الرسمي المرافق للمحمل

 

وفى عهد الدولة الفاطمية وكذلك خلال العصر الأيوبى تولت مصر كسوة الكعبة المشرفة حيث تعتبر شجرة الدر سلطانة مصر هى أول من أرسلت كسوة الكعبة من مصر عندما ذهبت للحج فصنع لها هودج مربع عليه قبة جلست بها ومعها الكسوة، وخلفها تسير قافلة الحجاج ومنها أطلق عليها مسمى المحمل.

 

وفى العصر المملوكى كان سلاطين مصر المملوكية يلقبون بـخدام الحرمين الشريفين، فكان المحمل المصرى يخرج فى صورة قافلة تتجه نحو مكة من أجل كسوة الكعبة، وكان المحمل يطوف القاهرة يصاحبه الطبل والزمر، وكان يصاحب طوافه العديد من الاحتفاليات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول،

وكان المحمل يطوف فى القاهرة نحو ثلاثة أيام، وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه الجمال التى تحمل المياه وأمتعة الحجاج وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات.

 

 

حمل المياة للحجاج

 

أما عن المحمل فى العصر العثمانى

 

فيصف ابن عبد السلام المتوفى سنة 1239هـ/ 1823م الأستعدادات التى كانت تتوفر لركب الحجاج أثناء رحلة الحج فيقول :

فإذا تكامل ذلك جئ بجميع ما يحتاج اليه أمير الحج من أبل وقرب و مصابيح و خيل ورماه و غير ذلك من الأشياء التى تخرج من بيت المال فيحضر فى الميدان كل طائفة لها أمير متقدم عليها حتى الطباخين و الفراشين و السائقين ثم يؤتى بالمحمل على جمله المذكور ويقوده سائسه حتى يناول رأس الجمل للباشا فيأخذ بيده ويناول لأمير الحج فى حضور القاضى و الأمراء .

 

الكعبة المشرفة قبل 135عام

 

وفى عصر الخديوى عباس حلمى الثانى :

وصف إعلان وزارة الداخلية المصرية عام1909:فى جريدة الوقائع المصرية خروج المحمل بالاتى :

(أن الحكومة الخديوية للخديوى عباس حلمى الثانى حاكم مصر فى ذلك الوقت ترغب فى تيسير السبل لأداء هذه الفريضة الدينية و لهذا تسمح لمن يقصدون السفر للحج مع قافلة المحمل

" وهى القافلة التى تحمل كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة وقئنذك وذلك حتى يكونوا تحت رعاية و حماية أمير الحج والحرس العسكرى .

 

ويتكفل أطباء المحمل و صيادلته بمعالجتهم وإسعافهم دون تأخير ويتم السفر فى طريق أفضل من حيث المشقة وتعد المسافة وتوافر أسباب الراحة و الأمان وتقليل النفقات وعلى من يريد اغتنام هذه المزايا أن يقدم طلبا قبل ميعاد سفر المحمل بخمسة أسابيع على الأقل أى قبل ميعاد الحج بحوالى شهر

 

المحمل يطوف شوارع القاهرة قبل 124 عام

 

ومصاريف السفر فى الدرجة الأولى ( 25 جنيها ) مصرى للشخص الواحد وتدخل ضمن هذه القيمة أجرة الجمل و الباخرة و الوابور " القطار " وكذلك رسوم المحاجر الصحية و نفقات " المؤنه" الطعام ولا تدخل فى هذه القيمة نفقات الأكل فى البواخر , أما السفر بالدرجة الثانية قيمته

( 23 جنيها ) مصريا والثالثة ( 20 جنيها ) وإن اتفق اثنان من الحجاج على السفر بجمل واحد فتكون القيمة ( 14 جنيها).

 

بعد الحج يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة بعد ابدالها بالكسوة الجديدة وتقطع إلى قطع وتوزع على النبلاء والأمراء ومازالت هذه القطع موجودة في متحف كسوة الكعبة وبعضها في قبور العائلة الملكية في مصر حيث زينوا بها اضرحتهم كنوع من التبرك

 

بعد قيام ثورة يوليو انشغلت الحكومة عن المحمل ولكنها استمرت في إرسال كسوة الكعبة الى أن أبطلت الدولة السعودية إحضار الكسوة من مصر وقامت بتصنيعها محليا .

المحمل نحمولا على أعناق الرجال

 

وامانة الفاتحة يا مسافر تؤدى فرض الله

أميمه حسين

* منقول من : موقع الملك فاروق الأول

 

صورة لبطاقة دعوة حضور حفل الكسوة

صور أرشيفية لأيام مضت من تاريخ مصر عندما كانت مصر تتشرف يصناعة كسوة الكعبة المشرفة