احترموا هذا الشعب

اتهم سياسي واعلامي جنوبي شارك في مؤتمر الحوار الوطني اليمني كل من مستشار الرئيس الاعلامي وكذلك أجهزة الاعلام الرئاسية الأخرى وكذلك مكتب السيد جمال بنعمر المبعوث الأممي الى اليمن وأتهم أيضا السيد عبدالملك الحوثي , أتهم الجميع بممارسة التضليل الاعلامي لملايين المواطنين أو اعتبارهم أغبياء لا يجب اطلاعهم على ما يدور من مباحثات بشأن الأوضاع الراهنة .

وقال الأستاذ لطفي جعفر شطارة في موضوع كتبه على صفحته الخاصة أن الغموض لا يخدم الرئيس ولا يخدم الميّسر الدولي بن عمر ولا يخدم أنصار الله ولا يخدم الإنسان اليمني الذي يدفع حياته ثمنا لصراع يجهل تفاصيله وأسبابه الحقيقية.

وجاء في ما كتبه الأستاذ شطارة :

بات أصحاب القرار إقليميا ودوليا على علم بكل تفاصيل الخلاف بين السلطة وأنصار الله باستثناء 23 مليون انسان يجري التعامل معهم اما انهم اغبياء لا يجب التوضيح لهم عن ما يجري ، وأما تضليلهم بمعلومات سطحية لا تعكس حقيقة ما يدور.

الرئيس عبدربه منصور هادي لديه مطبخ إعلامي كبير ومستشار إعلامي أيضا ، ومع هذا لم نسمع للمستشار الإعلامي أو الناطق الرسمي " المجهول " تصريحات أو مؤتمرات صحافية توضح كل تفاصيل المشكلة وإلى أين وصل التفاوض بين أنصار الله والسلطة .. المبعوث الدولي جمال بن عمر المسئول وبقرار دولي عن تيسير العملية السياسية في اليمن أيضا ممتنع مكتبه والطاقم الذي حوله من التوضيح عن ما يجري.. عبدالملك الحوثي يخرج لنا عبر قناة المسيرة ويقول لنا ما يظهر من خلال قناته " المسيرة " ويترك ما يبطن منها للتأويلات فقط.

ممارسة التضليل أو استغباء جريمتان ترتكب بحق هذا الشعب المنهك من حمل كل جرائم النخبة السياسية على ظهره ، وأول من يدفع ثمن اخطائها .. لا أدري ماذا يستفيد المتصارعين في الكواليس عندما يخفون حقائق خلافهم وإلى أين توصلوا في مباحثاتهم السرية .. أو كما يقال ان " الحروب تقوم بين ناس لا يعرفون بعضهم البعض ويقتلون بعضهم البعض لصالح ناس يعرفون بعضهم البعض ولا يقتلون بعضهم البعص ".

منذ الأمس وحتى اليوم كل الاخبار متضاربة وغير صحيحة حول التوصل إلى اتفاق بين السلطة وأنصار الله .. ومع هذا لم يخرج أحدا من مطبخ الرئيس الإعلامي أو الذين حول المبعوث الأممي ويتواضع ويحترم عقول 23 مليون يمني هم المتضرر أو المستفيد الأول والأخير ويقول لهم ماذا يجري ؟ وإلى ماذا توصلوا من اتفاق أو لماذا اخفقوا في التوصل إليه ومن الجهة المعرقلة ؟ ..

الغموض لا يخدم الرئيس ولا يخدم الميسر الدولي بن عمر ولا يخدم أنصار الله ولا يخدم الإنسان اليمني الذي يدفع حياته ثمنا لصراع يجهل تفاصيله وأسبابه الحقيقية.

صارحوا الشعب بما يدور أن كان هذا الشعب جدير بالاحترام لأنه يخرج إلى الشوارع ويدفع حياته ثمنا لقضية لا يعرف عنها شيئا إلا شعارات فضفاضة تلوكها وسائل إعلام المتصارعين سلطة وأنصار الله لدغدغة العواطف وإخفاء الحقائق عن أسباب القضية وفشل التوصل إلى حلول لها حتى الآن

من المهين للعقل واستخفاف للمواطن أن يتم التعامل بهذه الدونية مع الشعب في قضية تهمه .. احترام المواطن ومشاركته في صنع القرار هو السبيل الوحيد لنجاح أي سلطة أو معارضة لها.