منتخبا إسبانيا وإنجلترا يستعيدان الثقة بانتصارين ثمينين بعد انتكاسة المونديال

2014-09-10 08:45
منتخبا إسبانيا وإنجلترا يستعيدان الثقة بانتصارين ثمينين بعد انتكاسة المونديال
شبوة برس - متابعات

 

رفعت حاملة اللقب إسبانيا وإنجلترا معنوياتهما بعد انهيارهما ببطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل حيث استهلت كل منهما مشوارها في التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية المقبلة «يورو 2016» بتحقيق فوز جيد على كل من مقدونيا وسويسرا.

في فالنسيا، سحق المنتخب الإسباني نظيره المتواضع مقدونيا بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، ليعيد بعضا من الثقة لجماهيره التي صدمت من أدائه في مونديال البرازيل. وكانت إسبانيا ودعت منافسات مونديال البرازيل في يونيو (حزيران) الماضي من دور المجموعات كحاملة للقب، وخسرت مباراة ودية أمام فرنسا الأسبوع الماضي قبل أن تستعيد توازنها من جديد. وأشرك المدرب فيسنتي دل بوسكي الحارس إيكر كاسياس أساسيا، وضمت تشكيلته عددا من الوجوه الشابة منها كوكي، 22 عاما، وباكو الكاسر، 21 عاما، كما دفع بالمهاجم الصاعد منير الحدادي (19 عاما - المغربي الأصل) لاعب برشلونة في الربع ساعة الأخير.

وكان سيلفا، بمساعدة سيسك فابريغاس، نجم المباراة حيث تولى إدارة خط وسط الملعب الذي أصبح خاليا باعتزال النجمين المخضرمين تشافي وتشابي ألونسو دوليا عقب مونديال البرازيل. واحتسبت ركلة جزاء لإسبانيا نفذها سيرخيو راموس بطريقة ساقطة بنجاح مفتتحا التسجيل في الدقيقة 16.

وأضاف ألكاسر الهدف الثاني بعد دقيقة واحدة إثر تمريرة من المدافع خوان فران من الجهة اليمنى تابعها الأول بيمناه في الشباك. وقلصت مقدونيا الفارق بعد أن ارتكب راؤول البيول خطأ ضد ألكسندر ترايكوفسكي واحتسبت ركلة جزاء نفذها أغيم أبرايمي على يمين كاسياس في الدقيقة 28.

في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، تابع سيرخيو بوسكتس كرة طائرة من 20 مترا استقرت في الشباك المقدونية مسجلا الهدف الثالث لإسبانيا. وفي الشوط الثاني، مرر جوردي ألبا كرة من الجهة اليسرى إلى ديفيد سيلفا أنهاها في الشباك هدفا رابعا في الدقيقة 50، ثم انتظر الإسبان حتى الوقت بدل الضائع لإضافة الهدف الخامس عن طريق بدرو مستفيدا من تمريرة ديفيد سيلفا.

وعقب اللقاء قال ألكاسر: «كان من الرائع أن أسجل هدفي الدولي الأول في أول مشاركة رسمية، إنه أمر رائع. كما أن هذا الإنجاز تحقق في مسقط رأسي.. إنه فريق رائع يتمتع بقدرات كبيرة». وبهذا الفوز الكبير، تصدرت إسبانيا ترتيب المجموعة الثالثة بالتصفيات المؤهلة ليورو 2016 متقدمة على سلوفاكيا التي فازت 1 / صفر على أوكرانيا بهدف للاعبها روبرت ماك، بينما تعادلت لوكسمبورغ مع بيلاروسيا 1 / 1.

واحتفلت الصحافة الإسبانية بفوز الكبير لمنتخبها في إشارة إلى أنه خطوة جيدة نحو استعادة «الثقة».

وذكرت صحيفة «آس» أمس: «إسبانيا ستستعيد رونقها وثقتها» وأشادت بأداء حارس المرمى إيكر كاسياس والمهاجم منير الحدادي في أول ظهور دولي له. وذكرت صحيفة «ماركا» في صفحتها الأولى «هذا المنتخب الإسباني الذي نريده». وأضافت: «المنتخب استعاد علاقته بكرة القدم وذاكرته التهديفية أمام فريق ضعيف».

وركزت صحيفة «سبورت» على المشاركة الأولى للحدادي مهاجم برشلونة الشاب مع المنتخب الإسباني وقالت: «المستقبل لك». وأوضحت صحيفة «موندي ديبورتيفو» الرياضية أن الحدادي مر في فالنسيا بواحدة من أكثر التجارب إثارة للاعب كرة قدم شاب.

وذكرت صحيفة «إل بايس» أن «إسبانيا تشتري الوقت» لإعادة ترتيب أوراقها بعد الإخفاق في بطولة كأس العالم، وأوضحت: «بعد حالة من الشك العام، سيطر المنتخب الإسباني على المواجهة أمام مقدونيا والتي لم تصل لنتيجة أفضل من منح بعض الوقت للفريق من أجل إعادة ترتيب أوراقه». كما أشارت صحيفة «إل موندو» لقيمة المهاجم باكو ألكاسر الذي سجل هدفا وتألق بشكل لافت خلال المباراة.

وكما هو الحال مع إسبانيا، لم تتجاوز إنجلترا دور المجموعات في مونديال البرازيل هذا الصيف ولعبت في مواجهة المنتخب السويسري النشيط الذي نجح خلال دور الـ16 من المونديال نفسه في تمديد مباراته أمام الوصيف الأرجنتين إلى الوقت الإضافي قبل أن يخسر بهدف وحيد.

ورغم خوض إنجلترا اللقاء على ملعب المنافس في مدينة بازل نجح منتخب الأسود الثلاثة في الخروج فائزا بهدفين بالجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة سجلهما المهاجم داني ويلبيك المنضم حديثا إلى من مانشستر يونايتد إلى نادي آرسنال.

واستعادت إنجلترا بعضا من هيبتها بعد المشاركة المخيبة في مونديال 2014 حيث خرجت من الدور الأول بعد تعادل سلبي مع كوستاريكا وهزيمتين أمام إيطاليا والأوروغواي بنتيجة واحدة 1 - 2.

في المقابل، لم تكمل سويسرا الأمل الذي بدا في مشاركتها المونديالية حيث فازت بقيادة المدرب الألماني المخضرم أوتمار هيتسفيلد على الإكوادور 2 - 1، وخسرت أمام فرنسا 2 - 5، وتغلبت على هندوراس 3 - صفر فعبرت الدور الأول قبل أن تخسر في ثمن النهائي أمام الأرجنتين صفر - 1 بعد التمديد.

وكانت السيطرة الميدانية للإنجليز والهجمات أكثر والتهديد أكبر من جانبهم خصوصا اختراقات داني ويلبيك من الجهة اليمنى وواين روني من اليسرى وتسديدات رحيم سترلينغ الذي لعب كلاعب وسط متقدم. وسجل ويلبيك الهدف الأول من هجمة مرتدة قادها واين روني من منتصف الملعب ليمرر إلى رحيم ستيرلينج في الناحية اليسرى وبدوره مرر الأخير عرضية لويلبيك أمام المرمى ليتابعها في الشباك في الدقيقة 58. وأنهى ويلبيك المباراة بتسجيله الهدف الثاني في الوقت المحتسب من هجمة مرتدة سريعة أيضا بدأها ستيرلينج وواصلها ريكي لامبرت.

وصرح روني بعد المباراة قائلا: «دافعنا جيدا كفريق واستغللنا الفرص التي أتيحت لنا، لقد نجحنا في الهجمات المرتدة بالسرعة التي كنا نتمنى إظهارها.. كان أداء جيدا بالنسبة لنا».

وقال روي هودجسون مدرب إنجلترا الذي سبق أن تولى تدريب سويسرا في كأس العالم 1994: «سويسرا لا تخسر على أرضها وكان علينا العمل بقوة لأننا أهدرنا عدة فرص قبل ذلك».

وأضاف: «عندما نستطيع اللعب على الهجمات المرتدة تظهر سرعة وحيوية الفريق لأقصى درجة، لعبنا بطريقة جريئة لأنني أعرف أن ذلك سيثمر في المستقبل.. إذا كانت هذه المجموعة ستصبح جيدة فعلينا أن نقوم بذلك من البداية. لحسن الحظ حصلنا على النتيجة التي ستساعدنا».

من جهته قال فلاديمير بتكوفيتش مدرب سويسرا الجديد وفريق لاتسيو السابق إن «المنتخب دفع ثمن الأخطاء الفردية»، وقال: «من المخجل أن نخسر أول مباراة. كنا متوترين قليلا وارتكبنا خطأين نتيجة لذلك». وتقتسم إنجلترا صدارة المجموعة الخامسة مع ليتوانيا التي فازت 2 / صفر على سان مارينو، بينما تغلبت استونيا على سلوفينيا التي لعبت بعشرة لاعبين 1 / صفر.

وفي مدينة خيمكي بالقرب من موسكو، نفضت روسيا عن نفسها غبار الخروج المبكر من الدور الأول لمونديال البرازيل بتغلبها بأربعة أهداف على ليختنشتاين بهدفين عكسيين عن طريق الخطأ من مارتن بويشيل وفرانز بروجماير إلى جانب هدفين روسيين من ديمتري كومباروف (من ضربة جزاء) والبديل ارتم دجويبا.

وتتصدر روسيا ترتيب المجموعة السابعة أمام مونتنغيرو التي تغلبت على مولدوفا 2 / صفر بينما تعادلت النمسا مع السويد 1 / 1 في فيينا لتحصل كل منهما على نقطة واحدة من المباراة. وكان ديفيد ألابا لاعب بايرن ميونيخ الألماني تقدم للنمسا من ضربة جزاء في الدقيقة السابعة من المباراة، ولكن السويد تعادلت بعد مرور خمس دقائق فقط عن طريق إيركان زينجن، في المباراة التي شهدت واقعة ضرب زالتان إبراهيموفيتش قائد السويد لألابا بالكوع دون أن يراه الحكم.

ويتأهل إجمالي 23 منتخبا من تسع مجموعات بهذه التصفيات إلى جانب منافسات الملحق التأهيلي إلى نهائيات يورو 2016 حيث سينضمون إلى البلد المضيف فرنسا الذي حجز بطاقة تأهل مباشرة إلى النهائيات. وتجرى بطولة يورو 2016 للمرة الأولى بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16 منتخبا.

من جهة أخرى لم تكن هزيمة المنتخب البرتغالي أمام ألبانيا مثارا لقلق البرتغاليين من الإخفاق في التأهل إلى بطولة أمم أوروبا 2016 في فرنسا وحسب، ولكنها أيضا فتحت الباب على مصراعيه أمام التكهنات حول مستقبل الفريق بعد اعتزال نجمه الأول كريستيانو رونالدو.

وغاب رونالدو الذي يعاني من إصابة في الركبة عن مباراة منتخب بلاده التي خسر فيها بنتيجة صفر / 1 أمام منتخب ألبانيا المتواضع في المرحلة الأولى للتصفيات الأوروبية. واختارت صحيفة «ريكورد» البرتغالية كلمة «العار» بحروف مفخمة لتعنون بها التقرير الذي نشرته عن المباراة في صفحتها الافتتاحية: «غياب كريستيانو رونالدو لا يبرر هذا التخاذل». وزحف 23 ألف مشجع إلى الملعب الوطني في مدينة أفيرو لمتابعة المباراة الرسمية الأولى للمنتخب البرتغالي بعد سقوطه المدوي في مونديال البرازيل وخروجه من الدور الأول، لكن الجماهير التي حضرت المباراة عن استيائها الشديد كما صبت جام غضبها على لاعبي الفريق ومديره الفني باولو بينتو بعد أن أحرز اللاعب الألباني بيكيم بلج هدف المباراة الوحيد بإطلاق وابل من صافرات الاستهجان والهتاف العدائي.

وتأتي هزيمة المنتخب البرتغالي الأولى له على أرضه منذ عام 2008، لتدفع المدير الفني للفريق إلى القول إنه لا يوجد ما يدعو لتقديم اعتذار للجماهير. وبرر بينتو الهزيمة بأن فريقه أحكم قبضته على مجريات اللعب في المباراة وأن النتيجة ليست «عادلة». ومن المقرر أن تخوض البرتغال خلال الأيام المقبلة مباراتين أمام المنتخبين الأقوى في المجموعة الأولى، الدنمارك وصربيا.

وتترقب الجماهير عودة نجمها المفضل رونالدو في مباراة الفريق أمام الدنمارك في 14 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وكان رونالدو قد أكد في وقت سابق أثناء بطولة كأس العالم الأخيرة في البرازيل أن منتخب بلاده لم يكن يوما من الفرق المرشحة للفوز بالألقاب العالمية، بل عاد وأكد على هذا المعنى مرة أخرى من خلال تصريحاته الأخيرة لصحيفة «تلغراف» البريطانية عندما قال: «بلدنا تضم 10 ملايين نسمة ولذا ليس سهلا اكتشاف لاعبين موهوبين».