تعتبر شواطئ وأمواج جزيرة "سومبا" الإندونيسية، ومنتجع "نيهيواتو" تحديداً مقصداً لهواة رياضة "الركمجة" أو ركوب الأمواج، وفي معظم الأوقات تزخر شواطئ الجزيرة بكم هائل من الأمواج الملائمة لهذه الرياضة.
ويبدو مشهد الجزيرة، التي تقع شرق جزيرة "بالي"، مثل "الجنة"، إذ تمتزج بسحر مناظرها الطبيعية الخلابة، ولحظات الصباح والمساء المميزة.
افتتح كلود غريفس وزوجته بيترا من أفريقيا، فندق "الموجة"، في منتجع نيهواتو في العام 2001، والذي يعد بمثابة المكان المثالي لركوب الأمواج.ويقول غريفيس: "أردت أن أنشئ شيئاً يستحق التجربة، ولا ينتقص من طبيعة المنطقة."
وانتقل الزوجان للعيش في الجزيرة في العام 1984، وتمكنا من الاندماج بين السكان المحليين، من أجل تنفيذ خطة مشروع الفندق، على الرغم من نقص الموارد العادية، وضعف البنية التحتية للمكان.
وتعتبر السياحة في سومبا مصدراً اقتصادياً مهماً، ويشير غريفس إلى أهمية مشاركة المجتمع المحلي في عملية تطوير المنطقة سياحياً.
وقام غريفيس بتدريب الأيدي العاملة المحلية من عدة قبائل، بهدف الحد من النزاعات بينهم، ومن ثم توظيفهم في إنشاء الفندق الوحيد على أرض الجزيرة.
ويحرص غريفيس على توفير التدابير اللازمة لحماية البيئة في الجزيرة، وتجنب سوء استخدامها من قبل هواة رياضة الركمجة، كالاصطدام بالشعب المرجانية.
وفي هذا الصدد عمد غريفيس إلى تحديد عدد راكبي الامواج المقيمين في الفندق، وقام فقط باستخدام جزء بسيط من مساحة الأرض في بناء الفندق.
وأسس غريفيس، بالتعاون مع رجل الأعمال الأمريكي شون داونز، مؤسسة "سومبا" في العام 2001، وتهدف المؤسسة إلى تلبية احتياجات السكان المحليين، والحد من معدلات الإصابة بمرض الملاريا بنسبة 85 في المائة، في قرى المنطقة.
ومن بين المشاريع التي نفذتها المؤسسة، تم تاسيس خمسة مراكز صحية، وحفر أكثر من 60 بئراً للمياه، فضلاً عن إنشاء 250 محطة مياه.
وتعتمد المؤسسة بشكل أساسي على التبرعات التي يقدمها ضيوف المنتجع، والتي تساهم في دعم السكان المحليين.
وفي هذا الصدد، قال د. كلاوس بوخ، مدير برنامج الصحة في المؤسسة: "لا يكفي أن يأتي السياح للاستمتاع في المكان دون رد الجميل، فلا بد أن يكون أيضاً هنالك هدف من السفر."
وحاز الفندق على جوائز السياحة المستدامة، نظراً لارتباطه بالمؤسسة وأهدافه في حماية البيئة ودعم المجتمع المحلي.
ويأمل غريفيس في تطبيق مفهومه في دعم السياحة المستدامة، في أماكن أخرى من العالم، إذ يعتبر فندقه الأضخم من ناحية التوظيف، ويبلغ عدد العاملين المحليين نحو 300 موظف بدوام كامل، و150 موظف بدوام جزئي، ما يشكل أكثر من 90 في المائة من القوة العاملة الإجمالية.
يضم الفندق 22 فيلا تعتمد في تصميمها على فلسفة ورؤية غريفيس البيئية، التي تُعنى بإدماج الطابع المحلي للمكان، واستخدام مواد البناء التي توفرها المنطقة.
ويستطيع السائحون أن يتجولوا في قرى المنطقة، والتعرف إلى أسواقها المحلية، فضلاً عن إمكانية المشاركة في دعمها وتطويرها.
ويوفر الفندق العديد من الأنشطة السياحية الأخرى إلى جانب ركوب الأمواج، مثل المنتجعات الصحية، وتسلق الشلالات، والغوص والغطس، فضلاً عن ركوب الخيل والدراجات.
* CNN