شئ جميل جداً ان يتوصل الرئيس بحنكته السياسية الي ما يبدو حلا سلميا للازمة الحوثية والحصار المفروض علي صنعاء بتلبية معظم مطالب أنصار الله من ناحية اعادة النظر في الكلفة المضافة الي السعر الدولي بما يؤدي الي تخفيض مادة الديزل والبترول ( ٥٠٠ ) ريال وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الكفاءات في غضون أسبوع واحد
وكل هذه المطالب المشروعة التي نؤيدها يجعلنا مع ذلك نتساءل كيف يتم قبول تلك المطالب وتحقيقها في فترة زمنية قصيرة جدا ولم تستطع الرئاسة تحقيق وتنفيذ النقاط العشرون والنقاط ال١١من مخرجات الحوار والخاصة بالقضية الجنوبية ؟؟ فإذا كان استيلاء الحوثيين على محافظة عمران في يوليو وحصار صنعاء في أواخر اغسطس أدي الي تحقيق مطالبهم في غضون نحو شهرين ومخرجات الحوار انتهت في يناير من هذا العام اي منذ اكثر من ثمانية أشهر ولم يتحقق شيئا علي ارض الواقع بالنسبة للقضية الجنوبية من بنود النقاط العشرون والنقاط ال١١؟ حتي في امر بسيط ما ورد في الوثيقتين من ضرورة إطلاق سراح المناضل احمد عمر عباد المرقشي من سجنه في صنعاء الذي يقبع فيها منذ سنوات لم يتم إطلاق سراحه حتي الان ؟؟ فما بالكم في القضايا الكبري الآخري بسرعة إنجاز النظر في قضايا الموظفين المدنيين والعسكريين والامنيين المبعدين قسريا عن وظائفهم عقب حرب ١٩٩٤ وتعويضهم التعويض المادي العادل ..الخ ذلك
وإذا نظرنا الي وضع الكفاءات الجنوبية والتوزيع في مناصب وزارة الخارجية لم يحصل اي تغيير ملموس بإعطاء الجنوبيين حقهم في الوظائف القيادية في الداخل والخارج ولا يزالون في حالة تهميش مثلما كان عليه وضعهم في ظل النظام السابق هذا لا يتطلب منة من احد او من جهة وإنما يعتبر حقاً طبيعيا وواجب وطني وتجسيد للمواطنة المتساوية
هل تلبية مطالب الحوثيين في غضون شهرين وعدم تنفيذ ما يخص القضية الجنوبية يعود الي وزن صعدة وحتي حدود اليمن الشمالي كله الي وزن الجنوب وأهميته لو وضعنا علي الميزان من جهة كفة الجنوب وما يمثله في المساحة ( ثلثي مساحة الجمهورية )والثروة البترولية والموارد النفطية التي تغذي بين ٧٥-٨٠ في المائة من موازنة الدولة ومواقعها الجيو استراتيجية من باب المندب الي خليج عدن وبحر العرب باطلالهاعلي البحر الاحمر والمحيط الهندي الا يستدعي ذلك اهتماما اكبر وأسرع بالمطالب الجنوبية عن غيرها ؟؟
وماذا تم سيدي الرئيس في الحرب ضد القاعدة التي تم عمدا توطينها في الجنوب من قبل القوي النافذة في صنعاء هل يعلم الرئيس ان كان يجهل ذلك بسبب عدم كفاءة بعض المحيطين به ان جميع قرارات الامم المتحدة والبيانات الرئاسية الخاصة باليمن تؤكد دائماً علي إدانة عمليات القاعدة والإرهاب عامة استناداً للقرار١٢٦٧ لعام ( ١٩٩٩ ) والذي اتخذ في نطاق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة كا القرار ٢١٤٠ لعام (٢٠١٤ )
الذي وضع اليمن تحت الفصل السابع لما ذا لا يطلب محاربة الإرهاب والقاعدة في الجنوب علي وجه الخصوص
وتحت الفصل السابع وفق للقرار المذكور لعام ١٩٩٩ ويحمل المجتمع الدولي المسؤولية القيام بذلك من فرض العقوبات علي ممولي وحاضني الإرهاب في صنعاء ومن خارج اليمن
في الخلاصة :- علي الرئيس هادي كما بذل جهودا مضنية مع القوي السياسية اليمنية ولقاءاته المكثفة مع سفراء
الدول العشرة للتوصل في معالجة الأزمة مع الحوثيين عليه الان بذل جهودا مضاعفة لتنفيذ النقاط العشرون وال١١ الخاصة بالجنوب وهي تمثل ادني ماكان مفترضا قبوله ولكنها موجودة علي الواقع عليه إذن العمل علي تنفيذ جميع بنودها والتأكد ان لجنة صياغة الدستور لن تغير ماورد في مخرجات الحوار وإلا ان لم يتوفق في ذلك
سيوجه رسالة الي الي الجنوبيين ان القوة والسلاح هما الذين سيحقق لكم مطالبكم كما تحقق للحوثيين ناهيك عن فقدانه مصداقية وعوده نحو شعب الجنوب