رحب مؤسس الحراك الجنوبي السلمي المناضل "ناصر علي النوبة" بدعوة الرئيس عبدربه منصور هادي , للمصالحة الوطنية الشاملة التي تضمنها خطابه التاريخي عشية عيد الفطر المبارك .. جاء ذلك في تصريحاته الصحفية التي أدلى بها اليوم في أول ظهور إعلامي له بعد تجاوز الوعكة الصحية التي ألمت به خلال الشهر الماضي والذي قال أنها عدت بسلام مطمئنا أنصاره ومحبيه أن حالته الصحية في تحسن ايجابي شاكرا كل من تواصلوا معه أو سألوا عنه أثنا أزمته سائلا المولى أن لا يريهم أي مكروه ..على حد تعبيره.
داعيا كافة القوى السياسية اليمنية الاستجابة لها والتفاعل الايجابي معها لما تضمنه من عناصر ايجابية هامة من شانها التسريع بانجاز ما اتفق عليه اليمنيين في مخرجات الحوار الوطني الشامل لانجاز العملية السياسية الجارية في اليمن .. في مقدمتها قوى ومكونات الحراك السلمي الجنوبي التي تسعى إلى حل القضية الجنوبية حلا عادلا.. والاستجابة إلى دعوات مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية للحاق والمشاركة في العملية السياسية كسبيل وخيار أمثل لحل القضية الجنوبية .. والابتعاد عن شطحات الغلو والشطط السياسي المتطرف وعدم أهدار هذه الفرصة التاريخية النادرة والثمينة .. في ضل هذا الجهد الدولي والإقليمي الرفيع وفي ظل زعامة الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادته الرشيدة للبلاد والعملية السياسية برمتها , أذا ما أردنا أن نضع مصلحة الجنوب أولا وأخيرا قبل وفوق كل اعتبارات أخرى.
وأكد مؤسس الحراك السلمي الجنوبي المناضل ناصر علي النوبة أنه لا خيار أمام اليمنيين شمالا وجنوبا للخروج من أرث أزمات اليمن المستعصية والمعقدة التراكمية منذ عشرات السنين العجاف , جراء مساوئ نظم الاستبداد الشمولي التي تعاقبت على الحكم الفردي المطلق وغيبت دور مؤسسات الدولة العصرية الحديثة والحكم الرشيد وحالت دون فاعلية ودور المجتمع المدني ومؤسسات العدالة والديمقراطية وصادرت حريات المجتمع وحرية التعبير وارتكبت أبشع صور الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحاربت الكفاءات العلمية التي حلت محلها ثقافة القائد الأوحد عند جنرالات (العسكرتاريا السياسية) القبلية والدينية شمالا .. وعصبية القائد والموجه في تاريخ (الحزبية الشمولية) الأيدلوجية المتعصبة جنوبا .. التي حرمت اليمنيين "شمالا وجنوبا" من الدولة المدنية الحديثة وأعادت اليمنيين بصراعاتها المتعاقبة الأليمة والمكلفة واستحضرت معها ثقافة الماضي القروي والعصبوي المتخلف وحروبه العبثية , إلى ما قبل نظام الدولة وعهود الماضي المظلمة والسحيقة بدلا عن مجاراة التقدم العلمي وركب الحضارة الإنسانية المعاصرة.
بأنه لا خيار لبلوغ أهدافهم الوطنية السامية والنبيلة في الوئام والبناء والتغيير المنشود التي عبرت عنها أرادة اليمنيين "شمالا وجنوبا" منذ انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م وثورة شباب التغيير عام 2011م غير خيار العقلنة والجنوح إلى السلم والحوار السلمي العقلاني الجامع والشامل.
محذرا من خطورة النزوع إلى دعوات العودة إلى الماضي ومآسيه الحزينة التي حفل أرشيف تاريخ اليمنيين بمثخناتها المتراكمة وكلفة أثمانها الباهظة .. معبرا عن أسفه لبروز ظاهرة النزق السياسي المتطرف الداعي الى الفوضى والجنوح الى العنف والاجهار العلني بخياراته المخجلة في الخطاب السياسي والاعلامي التي برزت هذه الأيام بصورة فجة عند بعض القوى .. التي كانت سباقة في التوقيع على مخرجات الحوار الوطني والالتزام بالعملية السياسية في اليمن .. والذي يعد خروجا فاضحا عند تعهداتها الوطنية والإقليمية والدولية ويمثل تحديا صارخا لقرارات الشرعية الدولية ومنها تحديدا قرار مجلس الامن الدولي رقم (2140) الصادر تحت الفصل السابع .
مضيفا بأنه لا خيار آخر متاح أمام اليمنيين غير خيار السلام الاجتماعي والحوار السلمي البناء والمصالحة الوطنية الشاملة بتجسيد شراكة التآخي المتكافئة لكافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والأثني المتعددة دون أي اجتزاء أو تهميش .. واقتناص هذه اللحظة التاريخية الفارقة والسانحة التي لا يمكن تكرارها على المدى القريب أن لم تكن مستحيلة لا سمح الله.
وثمن في ختام تصريحاته الصحفية التي أدلى بها اليوم في أول ظهور إعلامي له بعد تجاوز الوعكة الصحية التي ألمت به خلال الأسبوعين الماضيين .. البيان السياسي الهام الصادر مساء أمس من قبل الدول الراعية للمبادرة الخليجية وما تضمنه من أشارات ايجابية ينبغي على اليمنيين قرأتها جيدا .. مشيدا بدور الدول الراعية في مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي الداعم والقوي لتأييد ونجاح العملية السياسية في اليمن وإشادتهم بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي وما حققته حكمته القيادية الفذة والرشيدة من نجاحات هامة والتي كان آخرها قراراته الصائبة بشان الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخيرة وسعيه الجاد للقضاء على بؤر الإرهاب القاعدي الذي يهدد أمن اليمن وجيرانه والعالم على حدا سوى , وعزمه بإصرار على استئصال سرطان الفساد المستشري في عموم مفاصل الدولة والمجتمع .. وتحسين ظروف معيشة مواطنيه وتأمين أمنهم واستقرارهم المنشود .