صالح لم يرفض مصافحة ‘‘محسن‘‘ وهمس في أذن ‘‘هادي‘‘ أن تتم بعيدا عن الأضواء

2014-07-29 05:12
صالح لم يرفض مصافحة ‘‘محسن‘‘ وهمس في أذن ‘‘هادي‘‘ أن تتم بعيدا عن الأضواء
شبوة برس- خاص صنعاء - علي منصور احمد

 

الرئيس "هادي" هو من دعاء ورتب للقاء العيد الذي جمع "صالح" واللواء "الأحمر" لأول مرة

ناصر والعطاس .. كان من المتوقع وصولهما ضمن مبادرة سعودية للمصالحة بين فرقاء السياسة في اليم

 

كشف مصدر سياسي مطلع في صنعاء طلب فيه عدم الكشف عن اسمه .. أن الرئيس عبدربه منصور هادي هو من دعاء ورتب للقاء صلاة عيد الفطر المبارك الذي شهده اليوم جامع "الصالح" وألزم عددا من القادة السياسيين والحزبيين والعسكرية بضرورة الحضور وعلى رأسهم الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" واللواء "علي محسن الأحمر" وآخرون .. حيث سبق ذلك اتصال هاتفي بين الرئيس "هادي" و"صالح" والأحمر" تمخض عن موافقتهم على الحضور والبدء بأول لقاء مباشر بينهما وجه لوجه بحضور هادي .

 

مؤكدا أن الرئيس "صالح" حين همس في أذن الرئيس "هادي" كان قد طلب منه أن تتم مصافحته للواء "الأحمر" في غرفة التشريفات بعيدا عن الأضواء .. وهو ما حدث بالفعل وجرى اللقاء والعناق بينهما بحضور .. واتفقا على أن يكون بينهما لقاء مصالحة أخر برعاية الرئيس "هادي" يحدد مكانه وزمانه من قبل الرئيس "هادي" ولم يكشف عن أي تفاصيل أخرى عن ما دار بين الرجلين في اللقاء الذي وصفه بالتمهيدي .

 

مبينا أن وصول "صالح" متأخرا كان متفق عليه مسبقا حتى يتحاشى الاحراجات أمام الأضواء ووسائل الإعلام , تجاه من يصافحه ومن لم يرغب بمصافحته .

 

وأضاف المصدر أنه كان من المتوقع وصول الرئيسان علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس والوزير صالح عبيد أحمد إلا أنهما ابلغا مندوب الرئيس "هادي" محمد الشدادي الذي التقاهما الأسبوع الماضي في الرياض والقاهرة , بأنهما أرجاء عودتهما حتى يلتقيا برفاقهم الجنوبيين في لقاء سيعقد في القاهرة ثالث عيد الفطر المبارك .. وحتى تتضح نتائج لقاء المصالحة "الشمالية" بين "صالح" والأحمر .. وأن هذه اللقاءات تتم ضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي يسعى إلى تحقيق مصالحة بين فرقاء السياسة في اليمن ومن بينهم القادة الجنوبيين في الخارج.

 

من جانبه كشف الكاتب والصحافي المعروف "علي الأسدي" ناشر ورئيس تحرير صحيفة الأضواء اليمنية , حقيقة ما جرى اليوم في جامع الصالح , في منشور بثه على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" بعنوان (ما وراء هذه اللقطة ؟ ) جاء فيه ما يلي:-

 

ما وراء هذه اللقطة ؟

تناقل بعض الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية تعليقات مختلفة ومتباينة عن هذه الصورة , فالبعض قال ان صالح رفض مصافحة محسن , وآخرون قالوا العكس , والحقيقة نرويها كوني كنت متواجدا في نفس المكان خلف صاحب الكاميرا مباشرة , الذي التقط لهذا المشهد عدة لقطات , ففي هذه اللقطة حاول صالح التهرب من السلام على محسن , إلا أن قبضة الرئيس هادي بيد ي صالح و محسن كانت قوية , فأخذهما الرئيس هادي بالأحضان , صالح من يمينه ومحسن من شماله , ونقلهما الى صالة الاستقبال حيث تصافحا وتعانقا بعيدا عن كاميرات التصوير وسط تكبيرات وتصفيق من كانوا حولهما وذرفت الدموع لدى البعض من شدة العناق الأخوي الحار ,.

 

ويلاحظ في الصورة أن صالح يهمس في أذن هادي ربما لمحاولة جره للمصافحة بعيدا عن الحاضرين وكاميرات التصوير .

 

أضيف دليلا آخر ا على علاقة هذين الرجلين (محسن وصالح) وحنيتهما لبعضهما البعض و مشاعرهما الأخوية , وهو : في عام 2011م وفي وقت شدة الأزمة والمواجهات المسلحة بين قوات الحرس الجمهوري (سابقا) وميليشيات الشيخ الأحمر المدعومة من الفرقة الأولى مدرع (سابقا) في حي الحصبة بصنعاء , وفي ظل الجهود والمساع التي كان يبذلها نائب الرئيس حينذاك عبدربه منصور هادي للتهدئة وإحلال السلام , دعا أطراف الأزمة إلى منزله , ممثلة بالرئيس السابق واللواء علي محسن الأحمر والشيخ صادق الأحمر , وفي مشهد إنساني اخوي تعانقا صالح ومحسن , عناقا حارا , وكل كان يتمتم على ظهر الأخر بيديهما , الحاضرون لم يتماسكون أعصابهم فذرفت عيونهم بالدمع .

 

وهناك تعقيب على من يقول أن صالح جاء إلى المسجد دون علم الرئيس هادي وبدون تنسيق مسبق .. صحيح انه وصل والأمام في الركعة الثانية , ولكن هناك تنسيق وقد اشرف الرئيس هادي بنفسه على دعوة الفرقاء للصلاة في مسجد الصالح عقب الخطاب , وبحسب معلومات اتفق الطرفين على كل من ناصر عبدربه وطارق محمد عبدالله صالح للتهيئة وتأمين المسجد وتواجدا في الجامع منذ الساعة الثانية بعد منتصف ليلة أمس لترتيب وتأمين الجامع الذي شهد تدفقا كبيرا غير مسبوقا للمصلين من الجنسين , ومن مختلف الجنسيات .

 

لقد اثبت الرئيس هادي بأن خطاباته وكلماته ليست للمزايدات السياسية والاستهلاك الإعلامي , ولكنها لليمن ولشعبه المكافح , وللأمن والاستقرار والسلم والتعايش الأهلي ولتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء اليمن الاتحادي الجديد .

 

ما حصل اليوم كان حدثا تاريخيا .. تجسدت المصالحة فيه أبهى صورها الأخوية والوطنية ..

 

الرئيس هادي قال فصدق .. دعا لمصالحة فجسدها اليوم قولا وممارسة .

* الصحفي : علي منصور احمد