ساعة الحقيقة للعجز الأمريكي في المنطقة

2014-07-10 20:42
ساعة الحقيقة للعجز الأمريكي في المنطقة
شبوة برس - متابعات

 

مع التهاب الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية عبر أزمة غزة والاختراقات العسكرية التي حققها داعش في سوريا و العراق والتناقضات السياسية التي تهدد بانهيار وحدة العراق برزت جليا إلى الوجود ملامح العجز الدبلوماسي الأمريكي في كل تجلياته.

 

عودة المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي و حركة حماس من قطاع غزة أعادت إلى واجهة الأحداث الفشل الأمريكي الكبيرالذي منيت به الدبلوماسية الأمريكية و هي تحاول إنعاش مشروع السلام بين الإسرائيليين و الفلسطينيين.

 

فالكل يتذكر الأهمية السياسية التي أولتها إدارة الرئيس باراك أوباما لملف السلام في الشرق الأوسط منذ وصول بارك أوباما للبيت الأبيض انطلاقا من قناعة سياسية عميقة لدى الديمقراطيين أن للملف الفلسطيني الإسرائيلي مركزية محورية في كل الأزمات التي تنتاب العالم العربي و الإسلامي .

 

ومن ثم التصريحات المتحمسة التي أطلقها براك أوباما و من تم أيضاً الجولات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في محاولة لتحقيق الاختراق الدبلوماسي الذي فشل فيه الجمهوريون بزعامة جورج بوش قبل أن يودعوا الحكم .

 

و يبدو أن كل ما حققته هذه الجولات الأمريكية على المنطقة هو الحفاظ على توازن رادع بين حماس و الجيش الإسرائيلي في معادلة لا سلم ولا حرب ...و قد عاشت هذه الأزمة هدوءا نسبيا سمح للفلسطينيين بتجاوز تناقضاتهم الداخلية و تكوين حكومة وفاق وطني بين السلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس و حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المعزول إسرائيليا و إقليميا .

 

و بقيت الأمور على هذه الوتيرة إلى أن اشتعلت هذه الجبهة من جديد حيث قصف الجيش الإسرائيلي غزة و سكانها و أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل منذرة باندلاع انتفاضة ثالثة قد يصاحبه اجتياح إسرائيلي بري جديد للقطاع...

 

و أمام هذه الوضع بقيت الإدارة الأمريكية مكتوفة الأيدي و اكتفت حتى الآن بلهجة التنديد وتقديم النصيحة بالهدوء و ضبط النفس.

 

يشار إلى أن هذه المقاربة الأمريكية والتي تعكس عجزا واضحا في التأثير على مجرى الأمور جاءت موازية مع خيارات إستراتيجية وعسكرية أمريكية بعدم التدخل العسكري الفعلي في عدة أزمات في العالم و عدم نشر قوات أميركية إضافية في الوقت التي تسعى فيه الإدارة الأمريكية لسحب باقي قواتها المنتشرة في باقي مسارح الأزمات كأفغانستان .

 

أزمة إسرائيل و الفلسطينيين بينت بوضوح العجز الذي وصلت إليه الدبلوماسية الأمريكية في التأثير على مجرى الأحداث مكرسا بذلك تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة. وفي الوقت الذي تهدد فيه الأوضاع بالانفجار في غزة، وبالفلتنان الأمني في دول الخليج المجاورة مع صعود حركات راديكالية مثل داعش، يبدو أن تخلى الإدارة الأميركية عن وساطة فعالة مع فشلها في الضغط على بنيامين نتانياهو و خيارها التخلي عن الخيار العسكري الرادع ستزيد الأمور تعقيدا و تطيل من أمد هذا الوتر .

 

و ما يزيد الطين بلّة موقف المتفرج الذي تتبناه دول الاتحاد الأوروبي التي عادة ما تعول في مقاربتها على دور المحرك الفعال التي كانت الدبلوماسية تلعبه في المنطقة.

* مونت كارلو