الضالع ..هنا الصمود .. من الضالع زأر الجنوب
كتب/ صلاح بن لغير
ضالع الصمود منبع الرجال وعرين الاسود تزف اثنين من شهدائها الابرار في موكب ليس كأي موكب، وفي حشد ليس كأي حشد، انه شعب الجنوب مرة اخرى يزأر في وجه المحتل وهذه المرة من الضالع، بوابة الجنوب وحصنه الحصين اليها توافد مئات الالاف من ابناء الجنوب لمشاركة اهلها في تشييع ابنائهم الشهداء خالد القطيش وعادل قسوم اللذين استشهدا بقذائف مدفعية جيش الاحتلال اليمني في الثالث من ديسمبر الجاري.
قررت عائلتا الشهيدين تشييعهما فدعتا الجنوب كل الجنوب ان هبوا الينا نحمل معا شهيدي الجنوب على اعناقنا آتونا لتسمعوا المحتل اننا لسنا وحدنا اولياء دم الشهيدين بل كل الجنوب تعالوا معنا الى بوابة وطنكم لتشهدوا على تضحيات قُدمت في سبيل وطن يستحق.
على طريق تحريره من رجس القتلة والارهاب والاحتلال تعالوا اشهدوا على اجرام جيوش ومليشيات صالح المخلوع وعلى محسن المجرم وحميد المارق، والذين وقفوا مشدوهين مذهولين غير مصدقين ليس فقط لحجم الحشود وعظمة وهول المشهد، بل أرّقهم وأدهشهم اصرار وقوة وشجاعة اولئك على التحدي.
مئات الالاف تزحف بمحاذاة معسكرات الاحتلال غير آبهين بالدبابات والمدافع المرعبة التي يعرضها جُند الاحتلال على ابناء الضالع كل يوم،صرخت الجموع في وجوه المحتلين بهتافات التحرير وارتفعت اعلام الجنوب لترهب آله الحرب اليمنية الارهابية، الجنوبيون لبوا النداء فملأوا الضالع وساروا في شوارعها وعانقوا اهلها وسارت الاجساد متلاصقة بل متعانقة مسافة خمسة كيلومترات من مستشفى النصر الى جليلة الشهداء هتافات التحرير والاستقلال جاوزت زمازم السماء والعهد كل العهد للشهداء، بجانب معسكرات المحتلين مروا صارخين في وجه جنوده ومجرمية وقتلته من حيدر الى ضبعان الى غيرهم من قادة الاجرام، ان الضالع عصية وقد مرغت انوفكم في التراب رغم التضحيات رغم القصف رغم القتل ، ياهؤلاء لن تجدوا في الضالع اما تستجديكم ان لاتقتلوا ابنها لن تجدوا لن تجدوا الا ماقالته ام خالد وعادل ،
اولئك كن امهات الشهيدين فماردكم ؟
وماسمعتموه اليوم كان زغردة النساء في زفة خالد وعادل .
فماردكم ؟
الى الاقليم والعالم الى الرعاة والجامعة والامم هل وضحت الصورة الان هل اكد لكم شعب الجنوب ماقاله لكم في نوفمبر العظيم ام تريدون المزيد ..اذا لكم المزيد والمزيد فهذا شعب لايبخل ولايتوانىئ فانتظروا انا معكم منتظرون ..
وللمحتلين لن تجدوا ابا يترجاكم وقف القتل والحصار ، لن تجدوا طفلا يبيع لكم علم وطنه الجنوب او يسقطه ارضا مهما فعلتم ، ياهؤلاء اسالوا قائد القتل والاجرام حيدر عن الضالع وابنائها بل اسالوا ديفيد وسيجر واباطرة الاحتلال اسالوهم عن الضالع، علكم تعقلون.
نداء الضالع لابناء الجنوبيون ليظهروا مرة اخرى كالجسد الواحد اذا اشتكت الضالع تداعت العاصمة عدن وحضرموت وشبوة والمهرة ولحج بالسهر والحمى، بنيان مرصوص هو شعب الجنوب من المهرة الى باب المندب، هاهم مرة اخري وبعد ايام من نوفمبر العظيم يحتشدون في شوارع الضالع التي اتسعت على ضيقها لتحتضن احبتها ابناء شعبها.
في الجليلة صلى المشيعون على التراب على الاسفلت وفي الجليلة زغردت النساء للشهداء وفي الجليلة ووري الشهيدان الثرى وفي الجليلة هتفوا معاهدين كل الشهداء وفي الجليلة تعاهدوا مجددا على طرد المحتل ومواصلة طريق القطيش وقسوم ومن سبقهم فلاتراجع ولاتهاون ولاخذلان ولااستسلام بل نضال وكفاح ومقاومة بسلام مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس، ذلك الحق الذي انبرى له ابناء الضالع فمرغوا انوف حرس الاحتلال في التراب في يومين جعلا ضبعان يعيد حساباته من جديد ويعلم ان الضالع ليست كمن عرف من قبل والدليل ماعلمتم وذقتم ايها المحتلون، فهل ستكررون فعلتكم واجرامكم اذا ستكررون ذلكم وخزيكم وعاركم.
ابناء الضالع استقبلوا قوافل العاصمة عدن واخواتها من ابناء الجنوب بترحاب بالغ واثلجت مشاهد الحضور والتوافد كل الجنوبيين في يوم اخر يصنع اشعته الجنوبيون بتضحيات الشهداء وعزائم المناضلين يوم جنوبي اخر صنعته عزائم الرجال بل والحرائر والاطفال وهمم الجبال فسلام عليكم يا ابناء الجنوب سلام على الضالع سلام على الجليلة سلام على جبال ووديان وتراب الجنوب.
وصدق شاعر الجليلة حين قال:
الفيد ياحيدر راس الجبال العوالي والقاع حنشان سود
نفديك يا ارضنا باموالنا والرجال ولا الجدل والقيــود