لن اتخفى وراء الكلمات ؟؟؟ البيض أُس مشكلة الجنوب – د حسين لقور بن عيدان

2012-09-16 12:27

 

لن اتخفى وراء الكلمات ؟؟؟ البيض أُس مشكلة الجنوب – د حسين لقور بن عيدان

 

تاريخنا  الجنوبي حافل بالنجاحات والاخفاقات كأي شعب ووطن ولكن  ما يثير الدهشة اننا نعيد ارتكاب الاخطاء من خلال استخدام نفس الادوات والتي لن تنتج الا نفس النتيجة السابقة.

كانت اهم مشكلة دفع الجنوب وأهله ثمنا باهضآ لها هي (الأنا) والأنا هنا ليس شخصاً واحداً فقط  بل ممكن ان تكون جماعة او منظمة او حزب سياسي لا يرون الا انفسهم  ويعتقدون انهم هم وحدهم من يمتلكون الحقيقة و بالنتيجة يتم اقصاء من يخالفهم او التخلص منه .

هذه المشكلة إبتدأت منذ العام 1967م  ولم يتخلص منها البعض ولم يتعلموا من دروس التاريخ  ولا جولات الخلاف التي كانت دائما تنتهي  بالدماء.

اليوم الجنوب على اعتاب مرحلة فاصلة وخطيرة تتصل بمستقبله ومستقبل ابناءه ولا يمكن السماح مرة أخرى لمن يملك القدرة على الخروج من تاريخه ان يعود إليه بوجه جديد اليوم وعلى حساب قضية الشعب الجنوبي.

كنا نتوارى خلف كلمات التسامح والعفو حتى لا نعطي للاعداء فرصة الولوج الى عمق مشاكلنا فيحولوها الى صراع لا يبقي للقضية أثر, ولكن كما يقال لقد طفح الكيل ووصلت الامور الى ان تصبح قضيتنا مهددة بالفعل من داخلها لا من خارجها ومن حيث فشل النظام وازلامه في انهائها وذلك بإثارة الحساسيات التاريخية والمناطقية ليصبح من إئتمنهم شعب الجنوب على قضيته هم من ينحرها ويثير اسوأ ما في تاريخنا.

السيد البيض الذي اسهم  بشكل فعال في كل تاريخ الجنوب السيئ واكملها بان قدم الجنوب هدية ولقمة صائغة لقوى التخلف اليمنية في صنعاء وجلس على انقاض الجنوب وبعدها فر تاركا وراءه شعبا مهزوما وارضا مستباحة وجراح تنزف ويختبئ مدة خمسة عشر عاما والقوى الجنوبية الحية لم تستلم ابدا امام جحافل المحتلين الجدد وقاومت بكل ما أوتيت من وسائل المقاومة بالمنشور والتجمع والتظاهر وقدمت الشهداء بدأ من العام 1997م في المكلا وقاومت كل وسائل الالغاء بالحفاظ على ما تبقى من الارث الجنوبي الغني والمتنوع , والسيد البيض يعيش في معتكفه لم يسعى الى الاسهام في تعليم شاب واحد من أبناء الجنوب اوعلاج مريض تقطعت به السبل وشحت موارده , ليأتي بعد ان خرج الجنوب كل الجنوب وبعد عامين من مسيرته المباركة ليحاول الركوب على تضحيات الجنوبيين ودماؤهم ويعمل على تجييرها بما أوتي من مال جنوبي وبمساعدة بعض المتلونين لكي تصبح جماهير الجنوب مجرد قطعان  تتلقى الأوامر منه ( وللأسف وجد ضّالته في بعض البسطاء ) ويفسد كل ما تم انجازه من عمل جماهيري وتنظيمي للحراك السلمي  الجنوبي ليوصل حركة الجماهير الى هذا الحال المقلق من غياب المؤسسات التي تؤطر نشاطه وتقدم الرؤى التي تقود نضاله نحو استعادة الدولة الجنوبية والهوية ومع كل هذا فقد استمرت الجماهير في مقاومتها وصمودها وعفوية نضال وهي لن تستسلم ابدا.

ما نود قوله للسيد البيض ان كان ما زال لديه كما يدعي شيئا من المسئولية : شكر الله سعيكم فانتم اصبحتم عبئأ ثقيلا : بل وعامل انقسام لا عامل وحدة للجنوبيين وهكذا كنت عبر تاريخك فانسحب بشرف من الساحة ودع الجماهير تؤطر نفسها وتختار اسلوب نضالها بعيدا عن وصايتكم التي لم تحقق لا نصرا اعلاميا ولا نجاحا أو إختراقا سياسيا ولا عملا تنظيميا ينبئ بنجاح كفاح وتضحيات الحراك الجنوبي وتحقيق طموحاته أبطاله إن استمرت تدخلاتكم .

ولن نقول الا ان الادوات التي انتجت الازمات في الجنوب خلال اكثر من 45 عام لن تؤدي الا الى  نفس الكوارث التي يدفع شعبنا ووطننا ثمنها مضاعفآ اليوم .