الضالع ..أطفال في فوهة المدفع

2014-06-03 05:30

 

أمس ادعى ضبعان كذبا تعرضه لمحاولة اغتيال ، لم يفطن كثيرون الى ان هذا الادعاء ليس سوى كذبة استباقية هدفها البحث عن مبرر يمنحه حق معاودة قصف المواطنين الآمنين في منازلهم في مناطق مختلفة من المدينة ، في تصرف سادي يترجم اعتقادا لدى صاحبه ان مجرد التفكير في الاعتداء عليه يستوجب سحق مدينة بكاملها بمن فيها من نساء وشيوخ وأطفال.

 

مرة أخرى وكعادة كل مرة نام أطفال الضالع ليلة الاثنين وهم لا يدرون ان هناك من يضبط احداثيات سلاحه الثقيل على مراقدهم ما يجعلها هدفا مباشرا لقذائفه ،وما ان هجعوا من الليل قليلا حتى صحوا هلعين وقد خضبت الدماء وجوهم ،دون علم منهم ما الذنب الذي ارتكبوه ودون ان يدروا بالطبع ان ادعاء ضبعان بالأمس قد ترتب عليه دين مستحق في ذممهم وعليهم دفعه من أرواحهم البريئة ودمائهم الطاهرة حتى يرضى ضبعان وتقر عينه.

 

ما يؤسف له ان هذا الادعاء الرخيص وجد الكثير من وسائل الاعلام الرخيص حينا والغبي أحيانا كثيرة للترويج له ،في حين تجاهل هذا الإعلام و بلؤم يستحق عليه ما يليق به من الوصف، المجازر الفعلية التي ارتكبها ضبعان وجنده بحق نساء واطفال وشباب الضالع بعد أقل من 24 ساعة من ادعاء المحاولة.

 

رغم الوجع ورغم الألم تهمس الضالع لكل مأجور لتخبره بعزيمة لاتعرف الوهن انها وكماكانت في الماضي فإنها مازالت الى اللحظة ليست بحاجة لمن ينتصر لها فهي قادرة على ان تدافع عن ذاتها وتاريخها وان تنتصر ، مهما يكن ثمن هذا النصر باهظا من دماء شبابها ورجالها،وحتى نسائها واطفالها .

 

كل ماترجوه الضالع على من كرسوا أنفسهم وإعلامهم للإساءة لها ولرجالها وشبابها هو ان يعلموا انهم لايعنون شيئا بالنسبة لها وهي لاتطلب منهم عطفا ولاتضامنا لكنها فقط ترجوهم ان يلجموا ألسنتهم الناعقة بالسوء والشؤم وان يتحلوا بشيء من الخلق ومن الانسانية في التعاطي مع أخبارها ،بحيث لا يكون الضحايا من نسائها وأطفالها مجرمين يستحقون الإدانة ،فيما يتحول المجرمون الى ضحايا، يستحقون العطف والتضامن.

 

أما من كرسوا أموالهم ورجالهم و عتادهم الحربي ،لجرح الطفلة نعمة ذي الستة أشهر او الحاجة نعمة ذي الستين عاما ونيف ،فإن الضالع تقول لهم أخطاتم الهدف ، فلن نذل ولن نركع انما نزداد صمودا وثباتا وقوة ،فكفوا عن محاولات اذلالنا،ووجهوا سلاحكم الى حيث ينبغي ان يوجه ،دعكم من حربكم الانتقامية العبثية ضدنا واذهبوا الى حيث يجب ان تكونوا في معارك الدفاع عن وجودكم المهدد بالاقتلاع فعلا.