رد الحراك على اتهام الترب

2014-05-26 08:42

 

هل يملك عبده الترب الجرأة على الاعتذار للحراك الجنوبي ،لإساءته اليه واتهامه بأنه حراك مسلح ومصدر عنف ،خاصة بعد ان أثبت الحراك وفي أكثر من مناسبة سلميته ومدنيته ،رغم توافر كل العوامل التي تمكنه من التحول إلى حركة مسلحة ،بإعتبار ان أكثر من نصف قيادته هم قادة عسكريون ،ومقاتلين مهرة إضافة الى توافر السلاح والضغط من قبل تيار واسع فيه يدعو الى انتهاج الفعل المسلح بدلا عن النضال السلمي تحت مبرر ان استمرار النضال السلمي ضد من لايفهم معنى السلمية لاتعني سوى سقوط المزيد من الضحايا إضافة الى عامل مهم وهو التفاف شعبي واسع حوله في معظم المناطق الجنوبية يمكن ان يوفر له الحماية والمدد. حينما اتهم وزير الداخلية ،الحوثيين والقاعدة والحراك الجنوبي المسلح حسب زعمه بأنهم ثلاثي الشر ومصدر مشاكل اليمن ،سارع الحوثيون الى الرد عليه بطريقتهم في عمران وكانهم انما يتحدون الترب وحزبه قائلين لهم ضمنا :نعم نحن جماعة عنف ، فأرنا ماذا انت فاعل ؟ بدورهم فضل عناصر القاعدة أن يكون ردهم قويا وشاملا ، تمثل بالهجوم على مختلف المؤسسات الرسمية والمعسكرات وحتى البنوك في سيئون ،ثم ختموها بالتقاط الصورالتذكارية كما يفعل السياح دون ان ينسوا تسجيل عبارات الذكريات تماما مثلما يحرص شبان مراهقون على كتابة عبارات الغزل في أي مكان يتوقعون ان تمر فيه فتاة الأحلام،ليقولوا نحن هنا ياعم عبده ياصديقنا الانتحاري الذي يحاول التنكر لكل ماتعلمه فما عساك ان تفعل أكثر من الكلام. وحده الحراك الجنوبي من آثر السلام ،وكان رده مختلفا وتمثل بالاصرار على التمسك بخيار السلام وتجنب لغة العنف والسلاح رغم مقدرته على ذلك ان أراد خاصة وهو يبسط نفوذه على معظم مناطق الجنوب ،بما فيه من مجتمع مقاوم قادر على ان يتخاطب مع الجميع وبكل اللغات التي يفهمونها ومنها تلك اللغة التي يتعقد الترب انه وحزبه وجماعته من يجيدونها . أمام هذا كان ينبغي على الوزير الانتحاري ان يبادر للاعتذار عن اساءاته وتجنيه ،وان يعترف بان الحراك كان ولا زال حتى اللحظة حركة انسانية نضالية سلمية راقية آثرت السلم على السلاح وحملت العلم والقلم بدلا عن الآلي والآربي جي، حركة ربما لايستطيع الترب ولاصحبه ان يستوعبوا اهميتها وقوتها وعمق انتمائها وارتباطها بالأرض التي تمارس على مساحتها المترامية