قال د. صالح علي باصرة، أستاذ التاريخ الحديث بجامعتي صنعاء وعدن وعضو مؤتمر الحوار، إن خيار تقسيم البلاد إدارياً إلى ستة أقاليم، الذي تم إقراره كمخرجات لمؤتمر الحوار صعب التنفيذ، خصوصاً في محافظات الجنوب.
وأضاف (د. باصرة) وهو وزير التعليم العالي السابق، إن الأقاليم الستة كلفتها كبيرة، ست حكومات وستة مجالس اتحادية، ولهذا فتنفيذها صعب جداً”.. لافتاً إلى أنه “تم إقرار تقسيم الجنوب إلى إقليمين ضمن الستة الأقاليم، إلا أن إقليم عدن ليس إقليما جنوبيا خالصا وفق خارطة التقسيم الإداري، بل هو إقليم مختلط، فهناك مديريات جنوبية تم تقسيمها سابقاً وضمها لمحافظات شمالية، كما تم ضم مناطق شمالية لمحافظات جنوبية، بينما إقليم حضرموت فقط هو الإقليم الجنوبي الخالص”.
وأشار (د. باصرة) في حديثه للامناء إلى أن هناك في الشمال آراء ووجهات نظر غير راضية عن خيار الستة الأقاليم، مثل محافظة ذمار التي ترفض الانضمام الى إقليم (سبأ)، كما أن إقليمي (سبأ) و(آزال) مغلقان وليس لديهما ميناء أو إيراد بحري .. وأتوقع مراجعة خيار الستة الأقاليم قبل إقرار الدستور”.. منوهاً بالبيان الأخير الصادر عن مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، الذي دعا إلى استمرار الحوار.. موضحاً “أن مغادرة د. ياسين سعيد نعمان إلى الخارج كانت بسبب عدم مناقشة خطة الحزب المتضمنة خيار الإقليمين”.
وحول استخدام بعض القوى السياسية في الشمال ورقة انفصال حضرموت من أجل إثناء الجنوبيين عن المطالبة باستعادة الدولة، قال باصرة: “إقليم حضرموت إقليم جنوبي أولاً ولا مخاوف من انفصال حضرموت، وحضرموت أقرب إلى عدن وإلى الجنوب”.. متسائلاً: “هل هناك فعلاً دولة اتحادية بالمعنى الحقيقي، أم كما قال علي سيف حسن حكم محلي بنكهة فيدرالية؟ بمعنى: هل ستنتهي هيمنة ودور المركز فعلاً؟ “.
وحول رأيه في مستقبل الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب، قال (د. باصرة): “الوحدة في وضع صعب، ولا شيء يستمر إلا إذا كان هناك رضى اجتماعي، حتى وإن كان شكل أي شيء مستمراً دون رضى اجتماعي؛ فإنه يتآكل من داخله، والرضى الاجتماعي غير موجود حالياً عن الوحدة”.