حينما يظن المجنون ذاته عبقريا

2014-03-19 06:05

 

هناك اشخاص أو أسماء هامشية أو مهشمة لا تحظى بمكانة أو قيمة تستحق الالتفات إليها على الساحة الجنوبية، ولأنها كذلك فهي دائما ضحية شعور قاتل يسيطر عليها فيجعلها رهينة الاحساس بالمهانة والانكسار ،

 

كما تحاصرها دائما عقدة النقص فتحاول جاهدة لإن توجد لذواتها منفذا للبروز أو الشهرة ولو على حساب القيم والمبادئ والسلوك القويم أو من خلال مخالفة الاتجاه السائد والشذوذ عن الخطاب العام ، وادعاء بطولات وهمية زائفة حينا وفي أحيان أخرى بالتطاول على رموز وقيادات لها مكانتها وحضورها على الساحة،و كانت وستظل ذات حضور طاغ ومحط تقدير واحترام القواعد الشعبية والقيادات السياسية والشعبية حتى وان لم تتفق معها كليا.

 

مثل هذه الأسماء والوجوه ، مشكلتها دائما أنها تظن أنها حينما تتطاول على هذا القائد الجنوبي أو ذاك ممن يفترض أنها تعمل معه في معترك نضالي واحد ويحملان قضية واحدة وهما مشتركا، تظن أنها ستنال منه، فتكون بذاءاتها سببا في أفول نجم هذا القائد في مقابل نجم صعود نجم هذا هذا القزم المتطاول ،أو إن الجماهير ستتحول لمجرد سماع هرطقاتها للهتاف باسمها بعد إن كانت تهتف بحياة ذاك الزعيم أو هذا القائد.

 

يعيب هذه الوجوه الحارقة أنها لا تجيد قراءة الواقع ولا تعرف حجم مكانتها وهي دائما غير قادرة على تشخيص حالتها المرضية، ولا تفقه أنها لم تكن شيئا ولن تكون شيئا سيما عندما يستخدمها الآخرون ورقة (كلينكس ) لشتم هذا وتشويه ذاك ، ويكون حالها أكثر سوءا حينما تتطاول على تجربة نضالية وأخلاقية سلمية ونبيلة وسامية كتجربة الحراك الجنوبي فتصفها بما هو ليس بها من صفات وتهم حتى تلك التي لم يعد ألد خصوم الحراك يتجرؤون على وصفه بها بعد إن أثبتت الأيام والتجارب أنها تهمة سمجة وباطلة.

 

إن اغبي الناس من يلجأ إلى خصمه بحثا عن المجد والشهرة،وأكثرهم غباء من يتطاول على رموز يعرفها الجنوبيون جيدا، و يعترف لها المختلفون معها بمزايا ايجابية وبقيمة استثنائية في التجربة النضالية في الجنوب، منذ حرب التحرير من الاستعمار البريطاني في ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم.

 

إن أكثر الناس جنونا هو من وصل إلى حافة الجنون الحقيقي ويظن ان جنونه حالة عبقرية تمنحه حق الهذيان بما يريد وان الناس في شغف لسماع جنونها والهتاف باسمها.