كنت أتمنى أن يأتي من يكذب أو ينفي هذا الخبر أو ذاك من ما نشرناه منذ حادث اغتيال الشيخ سعد بن حمد بن حبريش مقدم قبيلة الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت ورفاقه رحمهم الله جميعا ونحن على استعداد لنشره , وقد نشرنا أخبار كثيرة عن جهود رئيس لجنة الوساطة اللواء علي ناصر لخشع ومحافظ حضرموت وبيانات ونداءات مدير امن حضرموت , وكما تردنا من مصادرها , دون اجتزاء أو انتقاص , لأننا حريصين أن لا تراق قطرة دماء واحدة لأيا كان على تراب هذه الأرض الخيرة المعطاة سواء من أهلها المسالمين الطيبين أو ضيوفها من الوافدين الكرام .. وهذه هي صلب رسالتنا الإعلامية ولما نتمتع به من مهنية خالصة جعلتنا محل احترام الجميع.
وتحملنا على مضض كل ما تلقيناه من العتب والنقد والتجريح ورسائل التهديد والوعيد المبطنة والمفتوحة , في وقت كانت تنقل مثلنا وأحيانا مننا ومن مواقع جنوبية أخرى , مواقع إخبارية شمالية ووكالات إعلامية خارجية , ولم تتعرض لأي أذى .. مثل ما تعرضنا ونتعرض له كل يوم , حتى صرنا عرضة للنهب والسرقة والسلب "الالكتروني" الوحدوي بل وأقدمت بعض محركات البحث الإخباري "الشمالية" إلى حذف العديد من المواقع الجنوبية من خدماتها الإخبارية مثل موقع "عدن الان" و "عدن الغد" وصدى عدن" و "عدن برس" و "شبوة برس" و "الامناء نت " وغيرها من المواقع الجنوبية الأخرى مع الأسف الشديد , بهدف التعتيم الإعلامي على ما يتعرض له شعبنا الجنوبي من نهب وسلب وهيمنة وقتل وسجون وملاحقات وانتهاكات لا تحصى ولا تعد , في حرب إعلامية قذرة لا تقل خطورة وسوءا عن ما تعرضنا له ويتعرض له شعبنا الصابر والأبي شعب الجنوب العظيم , من هجمة عسكرية وأمنية مسعورة ,وهيمنة همجية وضيعة ومعاملة دونية مهينة , إلى أن بلغ السيل الزبى .
حتى انطلق حراكنا السلمي الحضاري مطلع العام2007م وانطلقت الهبة الشعبية صبيحة (20 ديسمبر 2013) وكسرنا جدار الصمت الرهيب واخترقنا موانع التعتيم المخزي والكبت اللئيم , حتى وصل صوتنا إلى كل شعوب العالم المتحضر ومؤسساته الأممية والحقوقية والقانونية الدولية في كل أرجاء المعمورة , بما قدمناه واجترحناه من صبر وجلادة ومعاناة لا توصف ولا يوجد لها مثيل وبتضحيات وصمود شبابنا النشامى وفتياتنا الماجدات ممن قدموا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية رخيصة على مذبح الحرية والكرامة الإنسانية السامية والنبيلة !
ولن تثنينا ممارسات الترهيب والتهديد والوعيد لأيا كان مننا ومن أيا كان , لأننا ندافع عن حقنا في الحرية والحياة , وكرامة شعبنا فوق كل اعتبار ونحمل رسالة وطنية عظيمة وإنسانية سامية , ودماءنا المهددة بالسفك والإرهاب الهمجي , ليست أغلى من دماء الشيخ سعد بن حبريش ورفاقه من الشهداء الذين تساقطوا على درب الحرية والاستقلال ممن قتلوا غدرا وعدوانا وغيرهم ممن يقتلون كل يوم بدم بارد باسم الوحدة المغدورة واللعينة , من قبل أصحاب ثقافة (الوحدة أو الموت)!
مع أنني متأكد في ثقة مصدر كل خبر وحقيقة مصداقيته من ما نقلناه ولم نفتري على أحد .. علما أننا لا نصنع الأخبار من مخيلتنا كما يعتقد البعض .. ولم نسهم في صناعة الأحداث وتداعياتها المؤسفة.. وما نشرناه في خبرنا اليوم بعنوان (بيان من الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية بحضرموت يطالب الانتقال إلى موقف عملي على أرض الواقع ) هذا الخبر مسند إلى اللجنة التنسيقية بحضرموت التي اعترفت بها سلطات صنعاء وأصبحت تتحاور معها بشكل مباشر .. وإذا كان هناك من رد أو تكذيب كان من الأحرى أن يوجه لها .. وليس ألينا كوسيلة إعلامية ناقلة للأخبار .. لا نسهم في صناعة الأحداث ولكننا نكشف عنها ليس إلا !
لكن السؤال المنطقي والأكثر شيوعا , الذي يطرح اليوم على كل المستويات وتحديدا في الوسط الشعبي الجنوبي , هو لماذا لا يتم إرسال هذه القوات إلى صعدة لتقوم بالفصل بين المتقاتلين هناك !
ألم تكون الدماء التي تسكب هناك من الطرفين هي دماء يمنية وألم تكن صعدة ودماج هي جزء من النسيج الاجتماعي والجغرافي والديني"الوحدوي" اليمني !
ولماذا كل هذه الحماسة الفياضة والشراسة الجنونية "الوحدوية" المفرطة على مناطق الشعب الجنوبي الأعزل من السلاح ,حتى ترسل هذه القوات البشرية "الشمالية" إلى حضرموت ؟!
هل هذا هو الحرص الوطني على "اللحمة الوحدوية" أم خوفا على "اللقمة الحضرمية" وحنفيات النفط التي نهب منها نظام صالح (400) مليار دولار منذ الغزو الوحدوي عام 1994م باسم الحفاظ على الوحدة المزعومة بحسب تقارير دولية كشفتها مصادر دولية رفيعة ؟!
هذا هو السؤال الذي يطرحه كل جنوبي وأيضا يدركه كل مواطن شمالي شريف ممن نكن لهم كل الود والاحترام ؟!
وسيظل وسيبقى هو السؤال الذي تعجز المؤسسة السياسية والعسكرية القبلية المتنفذة في الإجابة عليه ؟!
ونتحدى من تتملكه الشجاعة أن يبادر بالرد عليه لعل وعسى أن يقنعنا بأن هذه الجسر الجوي العاجل من الجنود الشماليين وأرتاله المتواصلة من الدبابات والآليات المدرعة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الحشود التي غارت على عجل لحماية حنفيات "الذهب الأسود" الحضرمي , والزج بأبناء الشمال الأبرياء في حرب ضروسة طرفها الأول غازي معتدي على شعب مسالم في أرضه , خدمة لعصابات النهب والسرقة وإذلال الآخرين!
وطرف مسالم اعزل يدافع عن أرضه وعرضه وثرواته المنهوبة كل يوم وفي وضح النهار وجنح الليل من أمام عينه تحت مسميات الوحدة اللعينة !
فهل يوجد من يجرؤ على أقناع أبناء الجنوب عامة وحضرموت وشبوة على وجه التحديد أن ما يجري اليوم من حرب مستعرة هو عمل وطني "وحدوي" شريف يخدم الوحدة , أم أن ارض الحقول المتدفقة , البياضة ذهبا اسود هي "جوهر ومضمون الوحدة" وهنا خط أحمر؟!
وهل أبناء الجنوب وتحديدا أبناء شبوة وحضرموت حين أقسموا أنهم لن يسمحوا بعد اليوم "أن تسكب قطرة نفط واحدة حتى تسكب أخر قطرة دم فيهم" كانوا محقين وأصحاب حق أم أنهم روافض وكفار خرجوا عن الدين والملة والتاريخ .. أفيدونا يا سادة ؟ا ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم أنصر أخاك ظالما أو مظلوما !
فهل من مجيب ؟!
* ناشر ورئيس تحرير موقع "عدن الان" الاخباري