حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم “اليمن”!

2025-11-12 12:01
حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم “اليمن”!
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

*- شبوة برس – عبدالله الديني

لم يعد يخفى على أحد أن هناك من يتعمّد سرقة هوية حضرموت ومسح ملامحها الأصيلة تحت شعار "اليمن الواحد"!

كل ما يخص الشمال يُنسب بدقة إلى محافظاتهم: الزبيب الصنعاني، اللوز الصنعاني، البن الخولاني، الزوامل الصنعانية، وحتى التقاليد الصنعانية… لكن حين يتحدثون عن حضرموت وموروثها العريق، فجأة يتبخر اسمها، وتتحول كل خصوصياتها إلى “يمنية”!

 

يقولون العسل اليمني وليس العسل الحضرمي،

المندي اليمني وليس المندي الحضرمي 

السمك اليمني، اللخم اليمني… حتى الهجرة الحضرمية التي غيّرت وجه الإسلام في شرق آسيا صارت على ألسنتهم الهجرة اليمنية!

 

وكأنهم لا يحتملون أن تُذكر حضرموت باسمها، أو أن تُنسب لها أمجادها!

هذا ليس مجرد خطأ لغوي أو جهل بالمصطلحات، بل نهج مقصود وموروث يتوارثونه جيلاً بعد جيل — من مثقفهم إلى عاميهم — وكأن في عروقهم حساسية من اسم حضرموت، يخافون أن يسطع أكثر من اللازم.

 

حضرموت التي صدّرت الإسلام بلا سيف، والتجارة بلا غش، والعلم بلا حدود، يريدون اليوم أن يختزلوها في كلمة “يمنية” ليبتلعوا تاريخها ويذيبوها في جغرافيا صنعاء!

لكنهم نسوا أن التاريخ لا يُزوَّر إلى الأبد، وأن الذاكرة الحضرمية أعمق من أن تُمحى ببيانٍ أو منشورٍ أو قناة.

 

حضرموت لم تكن يومًا ذيلًا لأحد، بل كانت الرأس والعنوان والمجد نفسه.

فمن نشر الإسلام في إندونيسيا وشرق آسيا؟ الحضارم.

ومن نقل التجارة والعلم إلى الهند والسواحل الإفريقية؟ الحضارم.

ومن حافظ على القيم والأخلاق والهوية في وجه كل محاولات الطمس؟ حضرموت وأبناؤها.

 

فليقولوا ما يشاؤون، وليتلاعبوا بالمفاهيم كما اعتادوا،

لكن حضرموت ستبقى حضرموت… اسم لا يحتاج إلى “يمننة” كي يلمع،

بل هي التي كانت دائمًا مصدر النور، والآخرون يعيشون على ضوءها المنعكس فقط.

 

*- شاخوف حضرموت