*- شبوة برس – أنور الرشيد
تابعت طوال يوم الأمس الفعاليات والتظاهرات الجنوبية المليونية الرائعة، واليوم ستكون هناك مليونية أخرى بمناسبة الرابع عشر من أكتوبر يوم انطلاق الكفاح المسلح، وفي الثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال من الاستعمار الإنجليزي، تلك المناسبتان العزيزتان على قلوب الشعب الجنوبي ذي القضية المنسية التي لا أحد يتحدث عنها في الإعلام الإقليمي والدولي، قضية شعب تم احتلاله ونُكِّل به تنكيلًا يرتقي لجرائم الحرب من عصابات الشمال اليمني، ولا أتحدث عن الشعب اليمني البطل الذي أرفع له العقال لكي لا يختلط على القراء المواقف فأنا أتحدث عن عصابات شمالية مؤتمرين وإخوان مسلمين هذين الطرفين نكَّل بالشعب الجنوبي تنكيلًا يعادل تنكيل نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا ضد الشعب، ومثل نظام الكيان ضد الفلسطينين، وهذه حقيقة لمستها من خلال العديد من زياراتي لصنعاء و لعدن أرض الصمود الأسطوري والأبطال والشرفاء الذين ضحَّوا بأنفسهم من أجل لقمة عيش لأطفالهم في الوقت الذي تنهب ثرواتهم من قبل عصابات الشمال.
يوم أمس تحدث القائد فخامة الرئيس عيدروس الزبيدي للجماهير الهادرة، وأكد على دور المجلس الانتقالي بخيار عودة دولة الجنوب، وأكد أيضاً على أن ما شاهده من جماهير جنوبية جاءت من كل فج عميق بأنه التفويض الثالث، واليوم حتما سيكون التفويض الرابع، وهي رسالة رائعة للداخل والخارج بأن المجلس الانتقالي ينطلق من قاعدة جماهيرية واسعة، وأي تأخير في إقرار عودة دولته سيكون لتلك الجماهير الكلمة الأخيرة، وهي من ستفرض إرادتها على الداخل والخارج، وبالنسبة لي لن يلتفت المجتمعان الإقليمي و لا الدولي وهذا رأيي من البداية، ويعرفه كل من يتابعني، ومقتنع تماما بأن الدنيا تؤخذ غلابا، والحقوق تنتزع، ولا تنتظر من أحد يقدمها، ولن يقدمها أحد أساسا.
فهل سيحسم اليوم الشعب الجنوبي أمره بيده؟
هذا ما آمله لحسم معاناة الشعب الجنوبي، ووقف نهب ثرواته وتشريد شعبه، فخيار الشعوب هو الغالب مهما ضغط المجتمعان الإقليمي والدولي…