تمرد بن حبريش.. خنجر في خاصرة التنمية بحضرموت

2025-09-12 09:17
تمرد بن حبريش.. خنجر في خاصرة التنمية بحضرموت
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

تمر محافظة حضرموت اليوم بمرحلة شديدة الخطورة، في ظل تصعيد يقوده مخيم الهضبة، والذي لا يزال يُمارس تمرده عبر فرض تقطعات متعمدة على إمدادات الوقود القادمة من شركة بترومسيلة، هذا التصعيد لم يعد مجرد حالة احتجاج، بل تحول إلى سلوك تخريبي ممنهج يستهدف الأمن والخدمات، ويضرب أهم مفاصل الاقتصاد والتنمية في المحافظة، ويُهدد بشكل صارخ مصالح المواطنين واستقرارهم المعيشي.

 

تداعيات التمرد على التنمية والخدمات

ما يحدث في حضرموت اليوم ليس فقط فوضى أمنية سببها مخيم الهضبة، بل تمرد واضح ضد التنمية والتقدم، فقد أدى هذا التصعيد إلى توقف المشاريع التي تخدم الخدمات الأساسية، وتعطيل إصلاحات البنية التحتية، وتدهور متواصل في قطاع الكهرباء نتيجة منع وصول إمدادات الوقود الكافية لمحطات التوليد، إضافة إلى عرقلة الاستثمارات وتعطيل مناخ الأعمال، وانهيار الخدمات الحيوية التي يعوّل عليها المواطن.

 

بهذا التمرد المستمر، تحولت حضرموت من ساحة مشاريع وفرص إلى منطقة مشلولة تنمويًا، يُخنق فيها المستقبل بإرادة فئة خارجة عن القانون، تُعرقل كل جهد إصلاحي وتُدمر كل مبادرة بنّاءة.

 

التنمية تحتاج أمنًا.. لا فوضى

الواقع الذي لا يمكن تجاهله أن التنمية لا يمكن أن تزدهر في بيئة يسودها الابتزاز السياسي والمسلح من أجل مكاسب شخصية، فما يقوم به مخيم الهضبة من تقطعات وتهديدات هو سلوك تخريبي متعمد، يضرب المؤسسات الخدمية والحيوية، ويمنع المواطنين من التمتع بحقوقهم في الخدمات والبنى الأساسية.

 

ولا يقتصر الضرر اليوم على قطاع الكهرباء فحسب، بل إن المشتقات النفطية التي جرى قطعها تُعد شريانًا حيويًا يُستخدم في تمويل مشاريع تنموية، ودعم قطاعات خدمية أساسية داخل المحافظة، ما يجعل هذا التمرد ضربة مباشرة لصميم الاستقرار المعيشي والمجتمعي.

 

لا للمساومة بالتنمية

أصوات الناشطين في حضرموت كانت واضحة في التأكيد على أن ما يجري هو عبث بمصير المحافظة، التمرد يستخدم الكهرباء والوقود كورقة ضغط ضد السلطة، غير آبه بمصالح الناس ولا باحتياجاتهم، ويزرع الأزمات تحت شعارات زائفة لا علاقة لها بالتنمية أو العدالة.

 

السلطة المحلية تواصل رغم العراقيل

في ظل أزمة الوقود المفتعلة، ورغم المبررات غير المقنعة التي يتم ترويجها لتفسيرها، والتي تتناقض تمامًا مع الواقع، فإن معاناة أبناء حضرموت لم تتوقف، وفي خضم هذه الظروف، وبينما كانت السلطة المحلية تواصل جهودها لإصلاح الوضع، تم تنفيذ مشاريع استراتيجية كبيرة، كان أبرزها مشروع مصفاة تكرير الوقود الثقيل المازوت، الذي يُعد خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار التمويني الدائم للمحافظة.

 

ورغم التحديات التي واجهت هذا المشروع، واستمرار حرمان محطات الكهرباء من الوقود الكافي، ظل المواطنون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي، ما زاد من تفاقم أوضاعهم الصحية والتعليمية، في تجاهل تام لاحتياجاتهم الأساسية.

 

الرسالة التي يجب أن تُقال بوضوح

تمرد مخيم الهضبة دمّر التنمية في حضرموت، وأوقف مسيرة المشاريع، وأغرق المحافظة في الفوضى والجمود، وإذا لم يُكسر هذا التمرد، وتُستعد هيبة الدولة وسيادة القانون، فلن يكون هناك أي أمل في استعادة التنمية أو تحسين حياة المواطنين، فكل من يساهم في هذا العبث يتحمل مسؤولية تاريخية أمام أبناء حضرموت، الذين يدفعون اليوم ثمن أطماع شخصية منبعها مخيم الهضبة، فحضرموت تستحق الأمن والتنمية، لا الخراب المفتعل الذي يُفرض عليها بالقوة.

 

*- شبوة برس - منصة حضرموت للصحافة :