*- شبوة برس - حافظ الشجيفي
في تناقض صارخ يكشف عن ازدواجية في التعامل مع قضايا الصحة العامة ظهرت السلطات المحلية في عدن بموقف متناقض بين حملات الرش الضبابية المكثفة التي نفذتها في ذروة ارتفاع درجات حرارة الصيف وبين صمتها المطبق امام تكاثر البعوض والحشرات في ظل الظروف الملائمة التي خلفتها الامطار الغزيرة على نحو يثير تساؤلات جدية حول دوافع هذه السلطات ويعزز الشبهات حول عملها ضد مصلحة وصحة المواطنين لحساب اجندات سياسية خفية تسعى لافتعال المشاكل والازمات للسكان
ففي شهري مايو ويونيو حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها في عدن نفذت السلطات المحلية حملات رش ضبابية مكثفة بدعوى مكافحة البعوض رغم ان البعوض في فصل الصيف يموت من تلقاء نفسه بسبب شدة الحرارة في المدينة لكن الاخطر من ذلك هو ان هذه الحملات تسببت في مشاكل تنفسية وقلبية للمواطنين لاحتوائها على مواد كيماوية سامة وغير معروفة وايضا نتيجة تفاعلها مع ارتفاع درجات الحرارة حيث يؤدي ذلك الى تشكيل غاز اول اكسيد الكربون الخطير على الرئة والجهاز التنفسي وقد تناولت هذا الموضوع بسلسلة من المقالات في حينه منتقدا السلطات المحلية على تنفيذ حملات رش ضبابية ليس لها اي مبررات منطقية
لكن المشكلة الاكبر تكمن في شهر اغسطس الذي انتهى قبل يومين حيث هطلت امطار غزيرة خلال هذا الشهر على مدينة عدن وتسببت في ركود واحتقان مياه الامطار والسيول في شوارع واحياء المدينة بعد ان اختلطت بمياه البالوعات والصرف الصحي واستمرت محتقنة في الشوارع لايام ومع اعتدال الجو بسبب الامطار وهو ما يعد بيئة خصبة لتكاثر وانتشار البعوض والحشرات والميكروبات المعدية لم تحرك السلطات المحلية ساكنا حيال هذا الوضع ولم تنفذ اي حملات رش رغم توافر البيئة الخصبة للبعوض بل ولم تقم حتى بشفط المياه الراكدة التي استمرت لعدة ايام في احياء وشوارع عدن
هذا التناقض الصارخ في تعامل السلطات المحلية مع قضايا الصحة العامة يؤكد الشبهات التي تحوم حول نواياها فبينما تنفذ حملات رش مكثفة في ظل ارتفاع درجات الحرارة القاتلة للبعوض رغم عدم ضرورتها وتسبب اضرارا صحية للمواطنين فانها تقابل بيئة تكاثر البعوض والحشرات التي انتجها المطر في المدينة بصمت مطبق وتجاهل تام بشكل يشير بقوة الى ان السلطات المحلية لا تعمل في مصلحة وصحة المواطنين بل لحساب اجندات سياسية خفية تسعى لافتعال المشاكل للسكان وربما استغلال هذه المشاكل لتحقيق اهداف اخرى فغياب المنطق والشفافية في قرارات السلطات المحلية يفتح الباب واسعا للتساؤلات حول حقيقة نواياها ويعزز الشعور بعدم الثقة بين المواطن والسلطة