أربعة أعمدة للإصلاح: خطوات عملية لرفع المعاناة عن المواطن

2025-08-23 11:28

 

في وقتٍ تزايدت فيه معاناة المواطن اليمني وتعمقت جراحه بسبب الأزمات الاقتصادية والفساد المستشري، برزت خلال فترة وجيزة ملامح إصلاحية جديدة، أعادت الأمل إلى الناس بأن هناك إرادة حقيقية لانتشال الوضع. هذه الإصلاحات لم تكن مجرد وعود أو شعارات، بل تجسدت في أربعة أعمدة أساسية وضعت أسسًا عملية للتغيير وأثبتت أثرها على حياة المواطن.

 

1. ضغوطات المجلس الانتقالي لرفع المعاناة

 

مارس المجلس الانتقالي الجنوبي ضغوطًا مباشرة على الحكومة لاتخاذ قرارات حقيقية تلامس حياة الناس اليومية، وهو ما انعكس في تحسين بعض الخدمات وكبح جماح الفساد في مؤسسات الدولة. لقد برهن الانتقالي أنه قريب من نبض الشارع وأنه لا يقف مكتوف الأيدي أمام معاناة المواطنين.

 

2. قرار رئيس الوزراء بشأن رواتب الموظفين في الخارج

 

اتخذ رئيس الوزراء قرارًا جريئًا بإيقاف صرف رواتب الموظفين في الخارج بالعملة الصعبة، وهو باب ظل لسنوات ينزف من خلاله الاقتصاد الوطني بلا جدوى. هذا القرار أوقف حالة العبث، ووفّر موارد يمكن توجيهها لخدمة الداخل، الأمر الذي لاقى ارتياحًا شعبيًا واسعًا.

 

3. إصلاحات البنك المركزي بعدن

 

أطلق البنك المركزي في عدن حزمة إصلاحات اقتصادية ركزت على ضبط سوق الصرف والحد من المضاربة بالعملة الوطنية. أبرزها تنظيم عمل شركات ومحلات الصرافة، فتح اعتمادات للسلع الأساسية، وتفعيل الرقابة الإلكترونية على حركة الأموال. هذه الإجراءات انعكست تدريجيًا على استقرار سعر الريال، مما خفف من حدة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

4. توجيهات النيابة العامة ضد المتلاعبين بالمال العام

 

أصدرت النيابة العامة توجيهات صارمة بملاحقة الفاسدين وكشف المتلاعبين بالمال العام وتقديمهم للعدالة. هذه الخطوة تمثل بداية عهد جديد في مكافحة الفساد، ورسالة واضحة بأن من يعبث بقوت الشعب لن يفلت من العقاب بعد اليوم.

 

الخلاصة

تشكل هذه الأعمدة الأربعة خارطة طريق أولية لإصلاح الوضع الاقتصادي والإداري، وتضع حجر الأساس لبناء الثقة بين المواطن والدولة. ورغم أن الطريق طويل والتحديات جسيمة، إلا أن الإرادة الصادقة قادرة على إحداث فارق ملموس، وفتح نافذة أمل جديدة أمام المواطن الذي طال انتظاره للخلاص من الأزمات المتراكمة.