لا يختلف اثنان على أن الخطوات الاقتصادية والمالية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة بقيادة دولة رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، قد مثّلت بارقة أمل للمواطنين. فقد أسهمت تلك الإجراءات في إعادة شيء من التوازن للعملة المحلية وهدأت من اضطراب الأسواق نسبيا وهو ما انعكس مباشرة على حياة الناس وجعلهم يلمسون أثر الإصلاح بارتياح وتقدير.
لكن هناك ملفًا لا يقل أهمية عن الاقتصاد بل يعلو عليه في كونه الأساس الذي تقوم عليه الأمم: انه (ملف التعليم.) فالاقتصاد مهما تعافى، فإن قيمته تبقى ناقصة إن لم يقم على تعليم قوي يصنع الإنسان ويحمي المستقبل. فالتعليم اليوم يقف على مفترق طرق خطير: إذ تهدده الإضرابات المتكررة وتضع مستقبل الطلاب على المحك، وتترك جيلًا كاملًا في مواجهة المجهول.
إن إصلاح التعليم هو الاستثمار الحقيقي لبناء الإنسان وضمان التنمية المستدامة. وكما نجحت الحكومة في إعادة الثقة بالعملة المحلية، فإن أبناء الوطن يتطلعون إلى أن تنجح في إعادة الثقة بالعملية التعليمية، عبر حلول عادلة تنصف المعلم وتعيد للطالب مقعده الدراسي.
المعلم هو صانع الإنسان ومهندس العقول وإنصافه وضمان حقوقه هو مفتاح الحل والطريق إليه معًا.
فحين يجد التقدير لمكانته ويأخذ أجرًا يكفيه سيؤدي رسالته بصدق وإخلاص. وفي المقابل، الطالب الذي يعود إلى مدرسته ليجد فيها معلمًا حاضرًا وتعليمًا منضبطًا سينشأ وهو يحمل في داخله الثقة بوطنه وبمستقبله. فإنصاف المعلم وعودة الطالب إلى مدرسته هو الطريق الوحيد لضمان إصلاح حقيقي ومستقبل آمن.
اليوم يقف التعليم على مفترق مصيري؛
فإما أن يكون بوابة لصناعة الإنسان، أو أن يُترك لمصيره المجهول فنخسر معه كل ما نرجوه من إصلاحات. لذلك، فإن المعركة القادمة للحكومة يجب أن تكون في ميدان المدرسة، تمامًا كما كانت بالأمس في ميدان الاقتصاد.
رسالة إلى دولة رئيس الوزراء:
لقد كسبتم ثقة المواطن بالإصلاحات الاقتصادية، واليوم التعليم هو المهمة الأهم. أنصفوا المعلم، وأعيدوا الطالب إلى مدرسته، فالتعليم هو مستقبل الوطن وأمانته بين أيديكم.
2025/8/22