المشكلة في فشل الوحدة اليمنية لا في الإصلاحات الترقيعية

2025-08-13 19:04
المشكلة في فشل الوحدة اليمنية لا في الإصلاحات الترقيعية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – علي محمد السليماني

 مهما حاولت دول الإقليم والمجتمع الدولي معالجة مرض اليمن بمهدئات وترقيعات فلن تفلح في تلك الجهود لأن المرض الحقيقي الذي أصاب اليمن هو فشل الوحدة اليمنية وفرض هذا الفشل بالقوة العسكرية على الجنوب منذ عام1994 .. 

وليس هناك من علاج ناجع  لهذا المرض غير تناول العلاج الناجع له عودة الدولتين ماقبل عام1990بنظامي حكم رشيدين وليس محاولات الإصلاحات الترقيعية التي رفضت التجاوب معها كل الأطراف اليمنية في الشرعية وفي الحوثية  من خلال رفض مجموعتها التجارية التي تحتكر كل شيء في اليمن وفي الجنوب من المواد الغذائية إلى البنوك والمصارف والسيطرة على الغرف التجارية التي تخضع لإرادة ومصالح تلك المجموعة التجارية .. 

 

أن كل المحاولات الإقليمية والدولية لإصلاح مايمكن إصلاحه في (الحالة اليمنية) محاولات إيجابية في مسار مسيرة  طويلة

 وفعلا تشكل أساس لبناء دولة بنظام وقانون. لكن زعماء العصابات  اليمنية في الشرعية والحوثيين  وشركاتهم التجارية الاحتكارية  يرون أن  مثل هذه الدولة تهدد مصالحهم. الخاصة وتقوض نفوذهم المطلق .. وكما فشلت سياسات البنك الدولي ومبادرة مجلس التعاون الخليجي واجتماع مجلس الأمن الدولي في صنعاء وفشل حوار صنعاء وقرارات مجلس الأمن الدولي ومبعوثي الأمم المتحدة وعواصف الحسم والعزم  والامل فإن بوادر فشل هذه الإصلاحات تعتمل في سيئون وتريم التي تقوم بها تلك العصابات اليمنية المتخادمة بهدف تعطيلها وافشالها كما أفشلت من قبلها مبادرات الخير لمساعدة الشعوب اليمانية في تجاوز محنتها التي صنعتها تلك العصابات الفاسدة  ..

 

أن المراقب  سيقف على حقيقة اجرام تلك العصابات ومجموعته الاحتكارية  المتنفذة في اليمن والتي تحرص  جميعها على تملك  الجنوب  سيجد أن السبب في ذلك الفشل تغييب  وتجاهل الحل الرئيسي للقضية الوطنية الجنوبية بالعودة إلى ماقبل اعلان وحدة الدولتين ..فالعلاج الناجع لتلك الأمراض التي تفتك باليمن والجنوب يكمن في عودة الدولتين لوضعهما السيادي المستقل ماقبل عام1990 بنظامي حكم رشيدين وجوار حسن في نطاق الأمتين العربية والإسلامية ومالم يحدث ذلك بالقفز على هذا العلاج لأوجاع اليمن والجنوب العربي  فستظل (الحالة) اليمنية جرحا نازفا وهما أمنيا إقليميا وخطرا يمكن استغلاله إقليميا ودوليا على نحو اكبر مما يحدث حاليا  وتوجيهه نحو دول الجزيرة والخليج والقرن الافريقي ومصر بله المنطقة العربية برمتها.

 

 

 الباحث /علي محمد السليماني