"الحبريش" في حضرموت: أدوار مشبوهة ومشاريع صغيرة أمام مشروع الدولة

2025-07-31 12:33

 

في الوقت الذي يخوض فيه المجلس الانتقالي الجنوبي نضالًا واضحًا من أجل استعادة الدولة الجنوبية وبناء مؤسسات وطنية قوية، تبرز في بعض الزوايا محاولات مريبة تهدف إلى التشويش على هذا المشروع الوطني، وعرقلة أي تقدم حقيقي في مسار القضية الجنوبية. من أبرز هذه المحاولات، ما يقوم به المدعو عمرو بن حبريش في محافظة حضرموت، والذي باتت تحركاته الأخيرة تثير الكثير من التساؤلات حول النوايا الحقيقية الكامنة وراءها.

 

مشاريع ظاهرها الحقوق وباطنها التشتيت

رغم محاولات بن حبريش الظهور بمظهر المطالب بحقوق حضرموت، إلا أن المتابع للشأن الجنوبي يدرك أن ما يجري ليس أكثر من محاولة لتأجيل استحقاق وطني أكبر، وهو استقلال الجنوب واستعادة دولته على كامل ترابه. فهذه التحركات تهدف بالدرجة الأولى إلى تشتيت الصف الجنوبي، وإثارة الشكوك بين مكوناته، وإبقاء حضرموت خارج المعادلة الوطنية الجامعة، بحجج مناطقية ومطالب مجزأة.

 

من يقف وراء هذه التحركات؟

من الواضح أن هذه التحركات لا تأتي بمعزل عن دعم وتوجيه من أطراف معروفة، في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، التي لم تخفِ يومًا عداءها لفكرة الدولة الجنوبية. فهذه الجماعة تدرك جيدًا أن قيام دولة جنوبية مستقلة يعني نهاية نفوذها في الجنوب، وسقوط مشروعها الممتد عبر واجهات متعددة.

 

الإعلام المضلل وسيناريو التبرئة الزائفة

ومن اللافت أن بعض الوسائل الإعلامية المحسوبة على هذا التيار، تحاول حرف الأنظار عن الفاعل الحقيقي، من خلال إلصاق التهم زورًا بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتين قدمتا دعمًا سخيًا ومستمرًا من أجل أمن واستقرار الجنوب واليمن عمومًا، وهما بريئتان من تلك الادعاءات المغرضة التي لا تخدم سوى أجندات الفوضى.

 

التحالف الدولي لا ينشغل بالمناورات الصغيرة

أما التحالف الدولي، فاهتمامه ينصب على الأمن والاستقرار الإقليمي، ومحاربة الإرهاب، وضمان استقرار اليمن شمالًا وجنوبًا، ولا يمكن أن ينشغل بمطالب جانبية أو مشاريع صغيرة هدفها التشويش أكثر من الإصلاح. إن ما يهم المجتمع الدولي هو قيام كيان مستقر، قادر على حماية حدوده، وتأمين مصالحه، وتوفير بيئة تنموية عادلة لشعبه.

 

حضرموت: ركيزة الجنوب لا هامشه

إن حضرموت لم تكن يومًا طرفًا هامشيًا في معادلة الجنوب، بل كانت ركيزة رئيسية في بناء الدولة الجنوبية، سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا. وقدّمت حضرموت رجال دولة، ومفكرين، ومناضلين، وشهداء، وكانت دومًا جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني الجنوبي. ولا يمكن لأي مشروع جنوبي أن يكتمل دون حضرموت، ولا لأي خطاب أن يُقصيها أو يستخدمها كورقة للابتزاز السياسي.

 

أبناء حضرموت الأحرار يدركون تمامًا هذه الحقيقة، ويعلمون أن مصلحتهم لا تتحقق عبر التفتيت أو الاصطفاف خلف شعارات خادعة، بل من خلال الاصطفاف في صف الجنوب الواحد، والمشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل الدولة الجنوبية المنشودة.

 

في الختام

لقد بات من الواضح أن ما يجري في حضرموت ليس حراكًا حقوقيًا صادقًا، بل محاولة لتفتيت الجنوب وتمزيق مشروعه الوطني الكبير. ولكن أبناء الجنوب أوعى من أن ينجروا خلف هذه التحركات المعطوبة، فقد دفعوا ثمن وحدتهم وتضحياتهم، ولن يسمحوا بتكرار الأخطاء أو السماح لأجندات خارجية أن تعيدهم إلى الوراء.

 

فالوطن لا يُبنى على الشك، ولا تُستعاد الدولة عبر الخداع الإعلامي أو المشاريع الصغيرة، بل بوحدة الصف وإرادة الشعب التي لا تقهر.