*- شبوة برس - نارام سرجون
لم يكن غريبا أن يحتج زياد الرحباني على تفاهة هذا الزمان وانحطاطه على طريقته العجيبة .. فهذا زمن لايمكن أن يوجد فيه هذان النقيضان .. الجهل والفن .. الكفر والانسان .. الكراهية والحب .. الحقد والتسامح .. الموسيقا والتكبير للموت ..
زياد الرحباني كان بين الفنانين فيلسوفهم .. وكان بين الفلاسفة فنانهم .. وغيابه رغم انه ارادة القدر الا انه رمزية عنيفة قاسية على سخرية القدر .. كأن القدر يقول أيها المشرقيون الذين لاتستحقون شرقكم العظيم .. لقد اعطيتكم زمن الجولاني وسآخذ منكم زمن زياد الرحباني لأنكم لاتستحقون أن تفرحوا ولاأن تفكروا ولا تعرفوا الحياة ولاتتعلموا كيف نصنع خلطة الحرية والايمان واليقين والفلسفة بالأوتار والموسيقى ..
وصل الجولاني فوصل الظلام .. وحزمت الموسيقا حقائبها .. وقرر الضوء أن يسافر فكثافة الظلام كانت تحتاج الى كثافة العقل وكثافة النور .. ولما غاب زياد .. زاد الظلام ظلاما .. ولبست علامات الموسيقا اللون الأسود .. فمن لغير زياد فيلسوف الموسيقا تحزن الموسيقا ؟؟