خلال اليومين القادمين، ستُرفع الأعلام على فيس بوك، وتُقال الكلمات الجميلة، وستُعاد مشاهد التمثيل على خشبة المسرح اليمني: "الوحدة باقية"، "الوحدة مشروع عظيم صنعه الأبطال علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح". يا سلام على التاريخ الذي يُعاد تدويره كل سنة كأنه مسلسل هزيل!.
لن تصدقوا المفاجأة، الاحتفال بالوحدة هذه المرة هو احتفال بالوحدة الهلامية! نعم، وحدة شفافة، تطير مع الريح، لا تُرى ولا تُلمس، لكنها تبقى في العقول والبيانات الصحفية فقط.
الطرف الأول يرفع شعارات الوحدة في وجوه الجميع، لكنه في نفس الوقت يستعملها كوسيلة للنكاية والابتزاز السياسي، كأنها لعبة ورق يخدع بها الخصوم.
الطرف الثاني، من جانبه، يصرخ بأعلى صوته: "الوحدة انتهت".
لكن لا أحد يسأل: أين صنعاء؟ أين الناس الذين كان من المفترض أن يحتفلوا بالوحدة؟ ربما هم مشغولون بتفكيك وحدتهم على أرض الواقع، أو يبحثون عن عاصمة جديدة لأن صنعاء الآن أكثر ضياعًا من الوحدة نفسها.
في النهاية، يبدو أن الوحدة اليمنية أصبحت كالساحر الذي يُخفي الأرانب في القبعة، لعبة كبيرة من التظاهر والادعاء، بينما الشعب يدور في دوامة من التشرد والانتقام، يبحث عن حبه المنشود في مسرحية طويلة لا تنتهي.
فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه وحدة حقيقية بين اليمنيين في صنعاء (أولاً)، أم أننا محكومون بالاحتفال بالوحدة فقط على التطبيق الأزرق؟، بهدف حصد التفاعل.
#صالح_أبوعوذل