صورة تعبيرية لعمليات النهب التي تعرض لها الجنوب
*- شبوة برس - رائد عفيف
هناك أيامٌ تتوقف عندها عقارب الزمن، وتصرخ فيها الأرض بأصواتٍ لا يسمعها إلا من عاش مأساتها. ذكرى غزو الجنوب ليست مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي صرخة من الماضي تخبرنا أن هناك جراحًا لا تندمل وخيانةً لم تنسها الأرض. إنها ذكرى تحفزنا على الوقوف بثبات أمام كل محاولات الطمس والتهميش، وتذكرنا أن الحقوق لا تُستعاد إلا بالصمود والإصرار.
وجعٌ يأبى النسيان وخيانةٌ محفورة في الذاكرة
تحل علينا هذه الذكرى الأليمة، حاملةً معها صورًا لن تُنسى من اعتداءٍ حاول أن يسلب الجنوب هويته وثقافته، واضعًا إرثًا من الألم والغضب الذي لن تمحوه السنوات. كيف لنا أن نغض الطرف عن خيانة استهدفت كرامتنا ومحاولة طمس إرثنا الحضاري؟
لقد أثبت الجنوب، بدماء أبنائه وصمود شعبه، أنه أقوى من تلك المحاولات اليائسة. لم يكن ذلك الغزو نهايةً، بل بدايةً لصمود يُلهم الأجيال القادمة أن الحقوق لا تُنتزع إلا بالقوة والتماسك.
اليوم، نُجدد العهد أمام التاريخ، وأمام تلك الأرض التي أبَت أن تنكسر رغم الألم. هذه الذكرى هي شهادة على قوة شعبٍ يرفض الاستسلام، ويصنع من جراحه طريقًا نحو المستقبل. الجنوب سيبقى حاضرًا في القلوب، شامخًا بهويته وأبنائه، وسيظل الصمود عنوانه حتى تحقيق العدالة واستعادة الكرامة.