صورة لمجموعة من قبائل الحمود منذ أكثر من 80 عاما
الصراعات بين القبائل التي كونت دولا في مراحل متعددة كانت تتخللها حضور لدول أخرى حاولت تقيم دولها هي الأخرى، ونجح بعضها في بعض المدد التاريخية، لكن دورها الأبرز كان على هامش الدول المذكورة سلفاً إما تأييداً أو تهديداً، وأبرزها قبيلتا تميم والحموم، فالقبيلة الأولى بفروعها المختلفة ومن بينها المعارة التي يصفها المؤرخ صلاح البكري بأنها «من أكثر قبائل البادية ميلا للنهب والسلب وقطع الطريق» شكلت تأييداً وقوة لدول يافع القعيطية، وعامل شغب وهدم لدولة آل كثير، أو كما يقول المؤرخ بامطرف: «تميم من أقوى العوامل في تدمير الدولة الكثيرية»، ويعلل ذلك بإنهاء آل كثير أثناء تمددهم الأول محاولات آل تميم إنشاء دولة قوية لهم بوادي حضرموت.
والقبيلة الثانية هي الحموم التي يصفها المؤرخ صلاح البكري بأنها «من أكثر قبائل البادية عبثاً بالسلام، وإخلالا بالنظام»، فكانت معادية لكل محاولة إنشاء دولة أو مجتمع منظم بحضرموت الحديثة، ولصلابة شكيمة هذه القبيلة بعشائرها المتعددة كآل البحسني والعليي والغرابي والعجيلي وغيرهم لم تصطدم فقط بالقبيلتين المحليتين المتنافستين من يافع والكثيري، بل كذلك اصطدمت بحليفهما الإنجليزي، فخاض ضدهم أبشع معاركه بدعم حليفيه المحليين، وذلك بعد أن ضاق ممثل بريطانيا بالحموم بمختلف عشائرها، وكتب عنهم أسوأ التقارير لحكومته حتى أنه قال عنهم: «اتضح لنا من خبثهم المحسوس أنهم أسفل درك من البدو، وأنهم حقيقة من الهمج المتوحشين»، وذلك لتبرير ضربهم بعنف بأحدث أنواع الأسلحة في ذلك الوقت بما فيه سلاح الجو البريطاني الذي حلق على مثاويهم في شرق حضرموت.
*- من موضوع طويل للدكتور أحمد باحارثة نشرته صحيفة الأيام في 28 أكتوبر 2018
*- رابط الموضوع: https://www.alayyam.info/news/7KV9ZMA7-OVEP4W