*- شبوة برس - خالد أحمد علي الصومعي
في وطنٍ يتهاوى فيه كل شيء، يقف المعلم اليوم في قلب العاصفة، مضربًا عن العمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، دون أن يجد من يصغي لصوته أو يشعر بألمه. هذا الإضراب الذي يخوضه المعلمون والمعلمات وأساتذة الجامعات، لم يكن رفاهية أو ترفًا، بل هو صرخة وجع نابعة من قهرٍ مستمر، في ظل حكومة فساد، ومجلس رئاسي فاشل، ومجلس انتقالي صامت لا يحرك ساكنًا.
راتب المعلم اليوم يتراوح ما بين 40,000 إلى 70,000 ريال يمني شهرياً اي مايعادل 70 إلى 100 ريال سعودي ، وأحيانًا يزيد قليلًا في الأرياف. ولكن، هل تعلمون أن هذا الراتب لا يكفي لشراء قطمة رز وقطمة دقيق فقط؟! فكيف يمكن لإنسان أن يعيش، وأن يعيل أسرة، وأن يذهب إلى عمله، وهو لا يجد حتى أجرة المواصلات؟!
المعلم أصبح اليوم من أفقر طبقات المجتمع، يُهان يوميًا بقسوة الظروف ومرارة التجاهل، فأي أجيال ننتظرها من معلمٍ مكسور، مُهان، لا يملك قوت يومه؟! وأي مستقبل نرجوه لوطنٍ يُذلّ فيه من يحمل راية العلم ويصنع العقول؟!
نداء عاجل... أنقذوا ما تبقى من كرامة المعلم التي أُهينت. أنقذوا منارة العلم التي انطفأت. راتب المعلم اليوم لا يتجاوز 100 ريال سعودي، بينما الأستاذ الجامعي لا يتعدى راتبه 380 ريال سعودي. أي احتقار هذا؟ وأي استخفاف بمقام العلم وأهله؟!
وفي المقابل، ترى المسؤولين يتقاضون رواتبهم بالدولار، وينغمسون في الفساد والنهب والسلب، دون أن يعنيهم حال الشعب أو مصير الأجيال القادمة. غاب الضمير، وغابت الأمانة، وأصبح أراذل القوم هم من يتصدرون المشهد للأسف.
المعلم ليس مجرد موظف... إنه صانع المستقبل، ومتى ما انهار المعلم، انهارت معه أمة كاملة. فهل من مستجيب؟
فيما يلي الترجمة إلى اللغة الانجليزية