مفهوم الشرعية في العلوم السياسية أنها القبول والاعتراف الشعبي بسلطة الحاكم، ولها أركان منها شرعية اكتساب الحكم، والقبول الشعبي والدولي، والمحافظة على البلاد والدفاع عنها، والبقاء مع الشعب ما أمكن ذلك.
وبما أن السلطة الحالية في اليمن اكتسبت شرعيتها من خلال استلامها للحكم برعاية الرباعية الدولية والمبادرة الخليجية عام 2011 بعيدا عن رأي الشعب فيها رغم ما أسموه (انتخاب الرئيس) والذي بموجبه اصبح عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن كمرشح وحيد.
لذلك فشرعية الحكومة الحالية هي اصلا منحة من الرباعية الدولية والتحالف العربي بعيدا عن قبول الشعب وموافقته، وهروبها من البلاد بعد الإنقلاب الحوثي يجعلها شرعية اسمية في الداخل.
التحالف العربي متمسك بشرعية الحكومة ((الإسمية)) في المناطق (المحررة!) كي لا تصبح مليشيات الحوثي شرعية فعلية (في مناطق سيطرتها).
لكن هل هذه الشرعية مسيطرة سيطرة فعلية على أي جزء من البلاد؟؟
للإجابة على السؤال يجب ان نأخذ مناطق مايسمى (سيطرتها) كل على حدة .
- ما تبقى من محافظة مأرب لاتخضع لهذه الشرعية لأن ولائها لسلطتها المحسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين. ومعظم مديرياتها تحت سلطة الحوثيين.
- عدن لا تكاد تعترف بشرعيتها الا مجاملة لنائب رئيس مجلس القيادة (الشرعي) عيدروس والا فإنها تخضع لسلطة المجلس الإنتقالي الجنوبي.
- حضرموت منقسمة الساحل يتبع الإنتقالي والوادي يتبع الإخوان المسلمين، ومؤخرا تدخلت فيها ايادي خارجية وأنشأت مكونات واحلاف تظهر الولاء للبلد وتخفي الولاء الخارجي.
- تعز جزء يحكمه الإخوان ويظهرون ولاء اسمي للشرعية رغم انهم في الواقع لايعترفون بمجلس القيادة كسلطة شرعية حاكمة. وجزء اخر يحكمه الحوثي.
- الساحل الغربي (المخا) يكاد يكون حكومة مستقلة تماما! وزعيمه طارق عفاش جاهر في السابق بعدم اعترافة بـ (الشرعية) ولا بشرعية الرئيس السابق (عبدربه منصور هادي) وحتى اليوم رغم تعيينه عضو مجلس القيادة الا ان هذا المنصب شرفي فقط ومجاملة للتحالف. وحتى اللحظة لا احد يعلم ما يفعله طارق في منطقة حكمه في الساحل الغربي.
- شبوة منقسمه بين سلطة الإنتقالي والولاء الأسمي للـ (شرعية) ولايمكن تصنيفها تحت سلطة معينة.. الإنتقالي شبه مسيطر على العاصمة عتق وبعض المديريات والبعض الآخر متذبذب بين الولاء للإخوان والشرعية. قوات الإخوان لا زالت في (عارين) على الخط الدولي بين عتق والعبر بقيادة العميد جحدل حنش وهي قوات اخوانية. بمعنى ان شبوة متذبذبة ليست مجمعة على التبعية لجهة معينة.
- المهرة تتنازعها الولاءات بين التبعية لعمان و الإنتقالي وما يسمى الشرعية أو (المؤتمر الشعبي العام)
- اما سقطرى فهي اول محافظة تستقل بدعم الإمارات حتى ان البعض يتهم الإمارات بأنها تريد فصلها نهائيا وضمها اليها لكن للمجلس الإنتقالي وجود مؤثر هناك، وسقطرى كانت وستبقى جزء من جغرافية الجنوب.
- محافظة ابين تتجاذبها الولاءات جزء يتعاطف مع القيادات المبعدة من ابناء أبين وجزء آخر انتقالي وجزء اخير متذبذب بين الإخوان والسخط على الجميع.
عندما نرى هذا الواقع كما شرحنا سابقا فإننا نجد ان سلطة ما يسمى الحكومة الشرعية اسمية فقط ولا يكاد يكون لها إثر انما يتم التمسك بشرعيتها لسببين فقط :
1- مجاملة للتحالف لأنه هو منحها صفة الشرعية، ولأنه بحاجة الى ذريعة يتكئ عليها لشرعنة وجوده في البلاد.
2- لأن الموظفين بحاجة الى رواتبهم التي تصرف وان كانت متاخرة تحت مسمى (الشرعية) التي يعتبرونها امتداد للسلطة السابقة قبل 2011.
في الختام فإن اي شرعية حقيقية تستمد شرعيتها من وجودها بجانب شعبها والدفاع عنه وإن أي حكومة تهرب وتحتمي بالخارج وترتهن له لا تملك شرعية وليس لها الحق ان تدعي ذلك.