حضرموت اولاً: سلاح الجهلاء لا يصنع وطناً.. ولا جاهل يصنع قراراً

2025-04-19 07:29
حضرموت اولاً: سلاح الجهلاء لا يصنع وطناً.. ولا جاهل يصنع قراراً
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

*- شبوة برس - أسامة خالد بن منيف

حضرموت لا تحتاج إلى رصاص طائش، ولا إلى عُكفة تتزين بالسلاح على الأكتاف، بل تحتاج إلى وعي جمعي، وعقلٍ يقود، لا زنادٍ يفجّر، تحتاج إلى من يحمل القلم قبل أن يفكر في حمل السلاح، وإلى من يحاور بالحجة لا من يقنح الأوامر من فوهة بندقية.

 

أي وطنٍ هذا الذي يُرادون بناؤه بشلةٍ من البلطجية؟ أي عدالةٍ تلك التي يُنادى بها في حضرة الجهل، وتُرفع لها البنادق في وجه أبنائها، حضرموت لن تحكمها قبيلة، ولن تدار بمزاج شيخ أو زعيم فوق القانون، ولن تعود إلى زمن الزعطان بن فلتان، الذي يرى في نفسه الوصي على رقاب الناس.

 

ما جدوى أن نحشد عقولنا بالعلم والمعرفة، إذا كان من يرتدي ثوب الشيخ يختطف قرار حضرموت بتصفيق الجهلة؟ لماذا نرهن حاضرنا ومستقبلنا لبوق الجهل، ونهمش أهل الفكر وهم بناة الأوطان؟ ألم نسهر ليالي ننهل فيها من الكتب ونشحذ فيها عقولنا، لنرى غلة تعبنا تضيع عند أول هتاف للأمي؟ وكيف يرتضي البعض أن يقودنا من لا يفرق بين صفحة دفتر ومصاحف الأحكام؟ صوت الحق لن يرتفع إلا بأقلام صادقة، وعقول منتصرة للوعي.

 

حضرموت ليست أرض فوضى

ما يحدث في الساحل من رفعٍ للسلاح، وتمترسٍ خلف النقاط والبيانات المجهولة، لا يعبّر عن حضرموت، بل يسيء لها، فالأرض التي أنجبت النخبة الحضرمية، لا يليق بها أن تدار بأهواء من لا يفرّق بين الطباشير والبارود،  وإن كنتم تطالبون بحقوق حضرموت، فلتكونوا أول المدافعين عن أمنها، حضرموت أولاً، لا تعني أن تتغنوا بها وقتما تفقدون مصالحكم، فحضرموت أكبر من مشايخ القبائل، وأكبر من تجمعات السلاح، وأشرف من أن تمثلها زمرة تعتقد أن الشرعية تُكتسب بعدد الأطقم أو الهتافات التي تُرددها. 

 

نخبتنا الحضرمية هي أملنا، وعنوان رهاننا على مستقبل أفضل، قد يخذلنا بعض الصمت، لكن لن يخدعنا ضجيج الجهل، نحن نثق أن صوت العقل مهما تأخر، سيعلو على أصوات الفوضى، نخبتنا خط الدفاع الأول عن حضرموت، ولأجلها سنظل نقاتل بالكلمة والقلم، إن كانت هناك مطالب، فليجتمع أبناء حضرموت كافة من كل الأطياف، دون استثناء، لا من اجتمع مع رفاقه في خيمة، وخرج يدعي التمثيل والقيادة.

 

اللجنة الأمنية في ساحل حضرموت نطالبها اليوم لا غداً، أن تضرب بيد من حديد، كل من يعبث بأمن هذه الأرض، وكل من يتخذ من الفوضى وسيلة لتحقيق أجنداته، فحماية حضرموت فوق كل اعتبار، وكل من يزرع الفتنة أو يقيم تجمعات مسلحة خارجة عن القانون، هو عدو مباشر لهذا الأمن، وفي الختام نقولها كما نقولها دائماً:

حضرموت أولاً... وأكبر من مشايخ القبائل، وأطقم البلطجية، وشعارات المدّعين، حضرموت أكبر منكم جميعاً، وستبقى كذلك.