تحل في 20 شوال ذكرى وفاة السيد العلامة طاهر بن عبدالله بن عبدالرحمن بن الإمام جمال الدين محمد بن زين بن بن علوي بن عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد سميط باعلوي.
وصفه المؤرخ الكبير العلامة عبدالله بن محمد بن حامد بن عمر السقاف في تعليقه على كتاب رحلة الأشواق القوية ومما جاء في صـ 107 و108 و109 :
( من شموس شبام وعلمائها الاعلام ومرشديها هداة الأنام وكبار صوفيتها الكرام ولد سنة 1252 من الهجرة وبها الترعرع في العواطف الأبوية الماطرة حتى اذا بلغته الحياة الى مبلغ فتى بعقليته وفهمه تأسس مستقبله الطويل بكلام الله عز وجل ثم من ذا غير والده له توجييه في بحور الحياة المتلاطمة كما بادر بادماجه في الخليط العلمي والتراكم الصوفي بصفة تلميذ من التلاميذ الصغار الشباميين غير أن له إقباله ومواهبه ومثابرته في طلابه مدة سنوات استثمرها وإذا به بارز في البارزين ولامع في اللامعين غزير المعارف واسع المدارك في مختلف العلوم الشرعية والعقلية والنقلية والصوفية والحقيقة ان اشياخه لهم كثرتهم سواء الشباميون وسواهم...
وأما والده فهو الفاتح لمغلقاته والقابس في مضيئاته ومن ممنوحاته ومستغدياته بمثابة شيخ فتوحه وصاحب الفضل الأوفى في اشراقه ووضوحه كما إنه بصبغته اصطبغ وعلى قدمه مشى في سبيله الى ربه حتى كان له كظله ملازما ومقتدياً ومتتلمذاً الى انقضاء عمره من هذا الوجود سنة 1277ه مدفوناً بجرب هيصم حيث خلفه وراثاً علومه ودروسه وصوفياته وروحاته ومظاهره كما ظهر بشخصية عظمى ومكانه كبرى كمرشد من المرشدين ومن العلماء الصوفيين له التلاميذ والمريدون الحضرميون وغير الحضرميين...
ثم من الممكن ان تذهب الى متنوع الصور من حياته حيث تراها من صور النبيئين نقاء وطهارة وزهادة وطيباً ومرحمة وجوداً وعفة كما عرض من ألوانها تلميذه الشيخ عبدالله باكثير في الأشواق القوية منظورات مبعثرة مع الشعور بأن مستغرق عمره كان بشبام مشوبا بترددات مستكثرة إلى شرقيها وغريبها وشماليها وجنوبيها كمرشد متغلبة الروح الخيرية على عواطفه يدعو العباد الى سبل الرشاد حتى في سيوون المشحونه بالمرشدين والواعظين كما شاهدته واعظاً بجامعها عام 1327 من الهجره بقامته الناحلة وقصره البسيط ووجه المستطيل الشاحب وعينيه الواسعتين البارزتين وعذبته المرخاه على ظهره ولحيته ذات العارضين كما تدلت على صدره زهاء شبر ببياضها والواقع إنه مازال بشبام نوراً مبيناً للعالمين الى أن ادركته المنون في 20 شوال سنة 1331ه وضريحه معروفة بمقبرة جرب هيصم حيث مقابر أهله...)
الحبيب طاهر بن عبدالله بن سميط كان رحمه الله كريماً حليماً متواضعاً سمحاً شجاعاً. اشتهر بمواقفه في نصرة الحق وحرصه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخاف لومة لائم فقد كان حازماً في التصدي لكل مايخالف الشريعة وله الكثير من القصص والمواقف المشهورة .
وقال تلميذه إبن إبن أخيه الحبيب عمر بن احمد بن سميط مفتي جزر القمر وكبير قضاتها في القصيدة التي رثاه فيها :
والنهى والأمر بالمعروف ديدنه
والجهر بالحق في بدو وفي حضر
لم يخش في الله لوما عند هتك
محارم ورؤية جان غير مستتر
أحيا بتذكيره ميت القلوب كما
أحيا موات علوم القوم والسير
بالفعل والقول لا ينفك يرشدنا
وكم هدى من فتى غاو ومغتمر
أيـامـه كـلـهــا نـفـع مـوزعــة
على قيام على صوم على سهر
وبالدروس وبالارشاد عامرة
وبالتقى والنقى والزهد من صغر
کانت شبام به روضاً تباهج
بالعلوم والفضل فيها يانع الثمر
نشرها كاملة في كتاب النفحة الشذية الى الديار الحضرمية والذي قال أيضاً :
(وأما السيد العالم الجامع بين العلم والتقوى الناهج فيها على السبيل الأقوم والأقوى بركة الإسلام وخليفة الأئمة الأعلام العارف بالله الحبيب طاهر بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سميط فقد حط نظره علي منذ صغري واعتنى بي الإعتناء التام ولازمته في مجالسه ودروسه .. الخ .)
وقال فيه السيد محمد بن حسن عيديد
في كتاب اتحاف المستفيد صـ 354 :
( من أشياخي السيد الشريف العلامة النوير طاهر بن عبدالله بن سميط أخذت عنه وصحبته واجتمعت به وأجازني في جميع ماتجوز له روايته وتصبح له درايته..
وهو سيد فاضل عظيم الحال ولم يزل ملازماً للطاعة والعبادة الى أن توفي ببلد شبام .. )
وقال فيه العلامة الحبيب سالم بن حفيظ
في كتابه منحة الإله صـ 295 :
( كان عالما داعياً الى الله في سائر اوقاته ، اتصلت به ببلدة شبام وزرته بمعية المنصب علي بن أحمد وجماعته آل الشيخ أبوبكر مع توجهنا دوعن وطلبوا منه الاجازه فأجازنا إجازه عامه كما أجازه مشايخه فقبلنا الاجازه..)
قال عنه الدكتور الباحث محمد أبوبكر باذيب في تعليقه بكتاب منحة الإله : (عاش هذا الحبيب في شبام داعياً إلى الله واعظاً ومذكراً في المساجد والمجالس آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وله في هذا المجال مواقف معروفة ومشهورة عند الخاص والعام من أهل شبام وقد أخذ عنه الكثير من طلاب العلم من أهل شبام وغيرها .. )
- السيد طاهر بن سميط واجه المستشرقين البريطانيين ثيودور ومايل بنت بعد صلاة الجمعة في شبام القديمة عام 1894م قبل 131 عام وقد ذكروا ذلك في كتابهم (جنوبي جزيرة العرب ) ووصفهم للسيد طاهر (بالإمام المتعصب) إلا أنهم وصفوه أيضاً ( بالرجل النبيل جداً ) مايدل على احترامهم لهذا الرجل الذي لم يداهن ولم يجاملهم وجسد تمسكه بمبادئه كرجل دين يقود مجتمع محافظ.
توفي الإمام الهمام الحبيب طاهر بن عبدالله بن سميط رحمه الله تعالى في 20 شوال 1331ه عن عمر ناهز 76 سنة ودفن بجرب هيصم بشبام وله ذرية مباركة موجودين في حضرموت وعدن والخليج.
أعدّه حفيده الفقير لعفو ربه/
عبدالله علوي عبدالله بن مصطفى
بن عبدالله بن طاهر بن سميط
شبام حضرموت
شوال 1446ه - أبريل 2025م