من قلب الجنوب محب لوطنه، غيور على نسيجه وتاريخه وهويته، اكتب هذه الرسالة، وأرجوا الله أن تجد لها أذاناً واعية وقلوباً مخلصة.
إن من يَحب تراب الجنوب ويؤمن بقضيته العادلة، عليه أن يكون صادقاً مع نفسه أولاً، ثم مع هذا الوطن الذي ذاق الأمرّين طوال عقود من الإقصاء والتهميش والمعاناة. فمسؤولية كل جنوبي غيور لا تكمن في التطبيل أو النفاق، بل في الوقوف بشجاعة أمام الحقيقة، مهما كانت مرّة، لأن حب الوطن لا يعني الصمت عن الأخطاء، بل يتطلب تصويب المسار حفاظاً على ما تبقى من أمل.
لقد جاء المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل لقضية عظيمة، وكممثل لطموحات وأحلام أبناء الجنوب لكنه، وكأي كيان سياسي، ليس معصوماً من الخطأ، ومن باب المحبة والغيرة والوفاء، نوجه نداءً صادقاً راجعوا أنفسكم قبل أن تخسروا حضن هذا الشعب الذي آمن بكم ووقف معكم في أصعب المراحل ليس العيب أن نخطئ، بل العيب أن نُكابر ونسكت عن تصحيح المسار، فكفى تطبيلاً وتزييفاً للواقع..فالمرحلة تتطلب رجالاً أوفياء، يحملون همّ الجنوب بصدقٍ وإخلاص، لا أولئك الذين ارتزقوا على حساب القضية، أو حوّلوها إلى مكاسب شخصية ضيقة،
وعلى المجلس أن يُنصت للأصوات الصادقة المخلصة، تلك التي لا تخشى قول الحقيقة ولا تنتظر مقابلاً من أحد، وأن يُبعد عن نفسه المنافقين والمطبلين الذين أساؤوا للقضية وأضعفوا جسد الحلم الجنوبي.
فالمتربصون كُثر..من حزب الإصلاح الإخواني، والحوثيين، وأطراف أخرى تتمنى فشل الانتقالي، وتُراهن على زرع الخلاف والانقسام بين أبناء الجنوب، إن الجنوب يستحق قيادة نقية، صادقة، تعبر عن آلامه وآماله، لا قيادة تُحاصرها المصالح الضيقة، أو الأصوات الزائفة، فلنكن أوفياء كما كنا دائماً، ولندع المصالح الصغيرة جانباً من أجل هدف أكبر اسمه الجنوب الحر.
علمني تراب هذا الوطن أن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن، وأن جميل أن يموت الإنسان دفاعاً عن وطنه، ولكن الأجمل والأصدق أن يحيا من أجل بناء هذا الوطن، ويدافع عنه بالصدق والاخلاص والوفاء.
نجدد العهد مع تراب الجنوب الطاهر، أن نظل أوفياء لقضيته، صادقين في نصحه، شرفاء في مواقفه، ثابتين على مبادئه، حتى يتحقق الحلم الجنوبي العادل...!!
الجنوب سيظل حراً أبياً شامخاً لا ينكسر
✍️ ناصر العبيدي