كل أحزاب الجنوب رحبت بالاستقلال عن بريطانيا دون قتل ودماء عدى الجبهة القومية

*- شبوة برس - ثابت حسين صالح

للمهتمين:

في منشور سابق، اشرنا الى الثلاثة المشاريع الأساسية في خمسينات وستينات القرن الماضي وهي باختصار: العدني، الجنوبي واليمني.

سنركز في هذه الحلقة على المشروع الأخير الثالث أي المشروع اليمني،على اعتبار أن: -الاختلاف بين المشروعين الأول (العدني) والثاني (الجنوبي) كان ثانويا.

-بينما كان المشروع الثالث يستهدف الهوية الجنوبية برمتها واستبدالها بالهوية اليمنية.

في منتصف الأربعينات وتحت يافطة الهاربين إلى عدن من حكم الإمامة في اليمن أو الباحثين منهم عن فرص عمل أو دراسة، أسس مجموعة منهم ما سميت "الجمعية اليمنية الكبرى" برئاسة الزبيري والنعمان،

اللافت أيضا وجود أحد ابناء الإمام يحيى معهم، وأصدرت الجمعية عام 1947 صحيفة "صوت اليمن"...وسرعان ما زاد انسياب اليمنيين إلى عدن ومناطق الجنوب الأخرى بشكل غير مسبوق، والتغلغل في المجتمعات السكنية والتعليمية والنقابية والاقتصادية الجنوبية.

أما المواقف من الإحتلال البريطاني فيمكن تسجيل موقفين اساسيين:

١- خروج المستعمر ونيل استقلال الجنوب عن طريق التفاوض، وخاصة بعد إعلان وزير المستعمرات البريطاني نية حكومته الانسحاب من الجنوب العربي، وكان هذا الخيار محل توافق كل التنظيمات والجمعيات الجنوبية بما فيها الجمعية العدنية والرابطة وحزب الشعب (الاصنج)واتحاد الشعب( باذبب) والبعث الذي كان قد قطع صلته بالعراق وسورية (انيس).

٢- خيار الكفاح المسلح وهو خيار الجبهة القومية التي تشكلت في صنعاء في اغسطس 1963.

هيمنت على الجبهة القومية حركة القوميين العرب التي تأسست في بيروت عام 1951م وأبرز مؤسسيها جورج حبش ووديع حداد وأحمد الخطيب.

هذه الهيمنة كانت شاملة للجوانب السياسية والايديولوجية والتنظيمية والإعلامية.

كان شعار هذه الحركة "الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج".

وقد فشلت هذه الحركة في تحقيق اي نموذج ناجح لمثل هذه الوحدة في أي بلد عربي، بل أنها دخلت في صراعات عنيفة مع جمال عبدالناصر ومع حزب البعث في سورية والعراق.

لكنها وجدت ضالتها في اليمن والجنوب العربي من خلال تاطير عدد من الطلاب والمغتربين وخاصة في الكويت ومصر.

وانشات الحركة فرعين لها في كل من اليمن  (برئاسة مالك الارياني وسلطان احمد عمر) وفي الجنوب العربي (برئاسة قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي).

لكن في حقيقة الأمر عملت الحركة على أن يكون الفرعان فرعا واحد من خلال دعم هيمنة الجناح اليمني...وكما اشرنا سابقا أن الجبهة القومية لتحرير الجنوب تأسست في صنعاء وليس في أي منطقة جنوبية.

يتبع...بإذن الله