أهل الظلم مثل إبليس كذابون

2025-01-23 09:54

 

ما يفعله المتطرفون في إسرائيل من اعتراضات وصراخ ضد وقف الحرب والسلام في غزة، أمر طبيعي فهم غلاة الصهيونية والنازية الغليظة التي على أركانها قامت دولة اليهود في فلسطين وما تلى ذلك من عدوان وتمييز وقتل وإبادة، وهذا واضح فقد أظهرت الصهيونية البغيضة طوال تاريخها الكثير من تآمرات وكره للعرب والحق الفلسطيني.

 

الطريف ما شاهدناه خلال اليومين الماضيين وعشية التوقيع على اتفاقية الهدنة والسلام في غزة، تدفق أنصار هؤلاء من الشباب والمراهقين اليهود بحماس في القدس وقطع الطرقات وإشعال النار وإقامة حواجز والتصادم مع البوليس، وإن كانت القسوة مخففة وخمسة نجوم ودلعا في التعامل مع المحتجين المراهقين الذين هم تابعون لمجاميع (بن غفير) وأتباعه المغربي الأصل الذي أوعز لهؤلاء أن يخرجوا للشوارع رفضا واحتجاجا أمام الكاميرات حتى تمتلئ بهم الشاشات لحرف الخبر الأهم وكذا لإعطاء بعض الملح والبهارات لحكومة إسرائيل حول مظاهر الحرية الديمقراطية للعالم وتخفيف ما لحق بهم من لوم وعتاب من الأوروبيين وكذا التهم بعد المحكمة الجنائية الدولية ودور جمهورية جنوب أفريقيا في هذا، وسمعنا أن إسكتلندا وإسبانيا تنويان اللحاق بجنوب أفريقيا في قضيتها المرفوعة وربما لن ينتهي هذا العام إلا وهناك عدة دول جنبا إلى جنب جنوب أفريقيا تدين حرب الإبادة في غزة وكل موطن سليب.

 

عودة على ما ذكرنا وما شاهدناه من تدفق للمراهقين اليهود الشباب لشوارع القدس ومنع الحركة في الطرقات، أضحكني بشدة، رغم أنني في حالة قلق لمتابعتي لحظة إتمام الاتفاق وحلول السلام على أهالي غزة ووقف العدوان، إلا أن خاطري دار فيه ما يحدث عندنا هنا من مكايدات حين ينزل هذا ضد ذاك وأحد يقطع طريقا وآخر يحرق تواير ما بين الحراك الثوري والمجلس الثوري والانتقالي الجنوبي والحركة الثورية السلمية، وكل مربوط بأتباعه ويرمون بالشباب المراهقين لقطع طريق المكلا والديس وفوة وما بين مدينة وأخرى، هكذا هو المنظر، قلت هل خبرتنا طارت لهؤلاء وكأنما أنا أشاهد منظرا في عدن أو تعز يقطعون طريقا وهناك فوضى ويعقب هذا خطابات وبيانات.

 

ومن خلال ما شاهدت من احتجاجات لئيمة ضد السلام في غزة، وامتلأت شوارع إسرائيل بالمحتجين هل هي خبرة نقلت من عندنا؟ ربما تعلمونها وليس عند هؤلاء فقط فقد شاهدتها وتشابهت أيضا في كوريا الجنوبية وكأنما هي من نسخنا المعتادة، وبعيدا عن مفهوم الجوهر المقصود هنا لكن الكيد بين الأطراف السياسية مشروع ونحن نعرفه هنا لكن في إسرائيل أكثر بغضا وكرها وشدة لأنه من ظالمين لمزيد من الظلم.