توقفوا لا رصاصة في حضرموت

2025-12-01 07:58

 

موقع حضرموت حساس جدًّا وأن يهتز بحكم هذا التدفق والحشد الذي نستغرب أن يرسل إلى حضرموت، هناك باب المندب، هناك خليج عمان، هناك القرن الأفريقي وساحل الصومال، هناك أطراف من الخليج والسعودية، تعرفون أنكم تفتحون الباب الخلفي الهادئ جدًّا لهذه المنطقة كلها، وعندها فإن أكبر متضرر هو هذه الأطراف.

 

حين أرادت بريطانيا أن تجعل من عدن مركز لها في الشرق الأوسط وتنتقل من بومبي عام 1936م وتفتح الاستقرار والاستثمار وتجعل من عدن مركز مال حيوي وميناء حديث وآمن، ما الذي فعلته، فكرت في حضرموت قبل عدن واتجهت نحو مسألتين أساسيتين أولا: لابد من تهدئة الأوضاع والثارات والنزاعات في حضرموت، واستقدمت السيد الثري أبوبكر بن شيخ الكاف والذي تحمل مع السلاطين مشروع السلام الحضرمي أو سلام إنجرامس والذي بفعله هدأت الأوضاع وفتحت الحياة في حضرموت وتدفقت الأموال من جاوا وممباسا ووقعت المعاهدات وتأمنت الطرقات والأسواق امتلأت بالبضائع وأنشأ جيش البادية الحضرمي لتأمين الحدود والمعابر وترسخت مبادئ السلام والتعايش في الجنوب كله مشيخاته وإماراته وسلطناته.

 

وثانيا: أرسلت المندوب السامي البريطاني في عدن السيد رايلي بنفسه وبقضه وقضيضه إلى حضرموت ونجح في مهمته وأقام مشروع بخت الرضا التعليمي ونقل تجربته من السودان إلى حضرموت ونقل فوقه لضمان تنفيذه الشيخ سعيد القدال وانتقلت حضرموت إلى عالم المدارس والمعلمين السودانيين والكلام الإنجليزي والمسرح والسينما ومدارس أبناء البادية ونجح برنامج تعليمي متكامل أوصل حضرموت وعدن إلى مستوى يقترب من عواصم عربية مثل القاهرة وبيروت ودمشق، ونالت المنطقة صفقة ناجحة أن تهدأ حضرموت وتستقر وتتحرك الأموال وتدخل أموال الحضارم إلى عدن وتنمو البنوك وتنجح بريطانيا في فتح مشروع حيوي بهذه الأفكار التي أدركت من خلالها ماتعني حضرموت وما هو مفهوم السلام الحضرمي وأن تكون حضرموت مفتاحًا أساسيًّا وضامنًا لمنافذ المنطقة كلها، وهذا ما كانت التجربة وأثبتته حينها وما أعطته الظاهرة الحضرمية التي عززت وجودها كل زمن ونجحت وكانت الضامن الأصيل الذي يعتمد عليه.

 

اليوم وأمام الانزلاق الكبير بدخول القوات التي تدفقت ودفع بها إلى حضرموت فإن جزءًا من أمن المنطقة كله سيضعف، وأن الطريقة العنترية التي جاءت بها ستغير المعادلة وربما تدخلنا إلى متاهات يصعب الخروج منها ومخاوف لانهاية لها، أعيدوا حساباتكم، حتى لو فرضنا أن المصادمات حدثت والعياذ بالله فإن الفصل الأخير لن نصل إليه قط وأننا والله في رمال متحركة لغارقون، ووسط بئر برهوت غائصون ولن تمتد لنا يد لإنقاذ غريق، فمثلما فكرت بريطانيا وعرفت مصالحها ذلك اليوم وأنها تنتهي وتزدهر في عدن، فإنها تبدأ من حضرموت من بوابة السلام والمنطق والشراكة مع العقل الحضرمي وكان لها ،فاين من يقرأ رقاع السفر للزمن الحضرمي وأن يلحق ما تبقى من الساعات لإيقاف النوايا التي انزلقت خارج التاريخ وإعادة ترتيب البيت من دون عنطزة، ولكن لزامًا بقيادة العقل الحضرمي، وأن يكون الشعار و(لا رصاصة في حضرموت).